روت مواطنة قطرية -وهي تبكي بحرقة- تفاصيل حرمانها من الانتفاع بمسكن، في مقطع فيديو مؤثر لاقى تفاعلاً واسعاً وتضامناً من قبل القطريين، بعدما بثّته إذاعة قطر.
وقالت المواطنة، وتُدعى “أم محمد” عبر برنامج “وطني الحبيب”، الذي يُبثّ على إذاعة قطر، بنبرة مؤثّرة: إن أبناءها لم يذهبوا إلى المدارس منذ أسبوعين.
وعلّلت ذلك بأنها لم تتمكن من توفير التزاماتهم المدرسية، مؤكدةً أن أهم شيء حالياً بالنسبة لها، هو السكن “ويجب أن تسلّم الشقة التي تسكن فيها، لأنها عجزت عن دفع إيجارها، وعليها تسليم الشقة في 2 أيلول سبتمبر”.
وعندما سألتها المذيعة، إن كانت أخبرت مؤسسة “قطر الخيرية” بظروفها، فأكّدت أنها تواصلت معهم ولم يردوا عليها، “لأن المبلغ المطلوب وهو عشرة آلاف ومائتي دينار لا يقومون بتغطيته”.
وأضافت بنبرة باكية: “سؤال أنا وين أروح؟”.
اتصال الأخت المواطنة مع #إذاعة_قطر جرس إنذار لنا جميعأ كي نتحرك لحل مشكلات أخوتنا المطلقات والأرامل.
— ناصر بن حسن دندون الكبيسي (@_NasserHassan) August 30, 2022
سأتواصل مع إخواني أعضاء #مجلس_الشورى كي نضع حلولأ لهذه المشكلة وبإذن الله يكون لها أولوية قصوى مع بداية انعقاد الدورة القادمة في أكتوبر. https://t.co/nnlTXLGI3T
كما كشفت السيدة القطرية، أن والدها كان يستأجر لها شقة ويدفع إيجارها، وبعد أن توفي باتت هذه حالتها؛ ” لا أنا قادرة أعيش ولا أعيش عيالي”.
واستدركت: “لا أحتاج إلا سكن يسترني أنا وأولادي لا أريد مالاً، أو أن يتواصل معي أحد من الشؤون وحالتي يجب أن تكون استثناء.. ولست من النساء اللواتي يتلاعبن كما قالت.. وختمت وضعي صعب الله كريم”.
جمعية قطر الخيرية ترد
وعقّب بث الشكوى قامت جمعية قطر الخيرية بتمديد عقد الشاكية لعام.
ونشرت الجمعية على صفحتها توضيحاً أشارت فيه إلى أنه بعد تمّ التواصل مع الحالة، تبيّن أنها ضمن المستفيدين لدى “قطر الخيرية” منذ 2017، وقدمت لها مساعدات بمبلغ 670 ألف ريال.
وبالنسبة لطلب المساعدة في توفير سكن، فإن قطر الخيرية مستمرة في تحمّل تكلفة إيجار الحالة لمدة عام، لحين قيام الجهات المعنية بالنظر في طلبها.
وتأتي شكوى “أم محمد” من صعوبة تأمين سكن لها ولأبنائها، في الوقت الذي احتلت دولة قطر المركز التاسع بين أغنى دول العالم، من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لعام 2022، قبل سنغافورة وبعد ليختنشتاين وسويسرا والنرويج ولوكسمبورغ، والولايات المتحدة وأيرلندا والدنمارك وآيسلندا، وفقاً لـ “ماكنزي أند كومباني” McKinsey & Company، و”نو إنسايدرز” knowinsiders.
تفاعل القطريين
وتفاعل قطريون مع شكوى المواطنة القطرية، مطالبينَ حكومتهم بمدّ يد المساعدة لها، وتأمين سكن يقيها الحاجة، وفي هذا السياق علّق “ناصر بن حسن دندون الكبيسي”، بأن اتصال الأخت المواطنة مع إذاعة قطر، جرس إنذار لنا جميعأ، كي نتحرك لحل مشكلات أخواتنا المطلقات والأرامل.
وأضاف أنه سيتواصل مع أعضاء مجلس الشورى، كي يضعوا حلولاً لهذه المشكلة، وسيكون لها بإذن الله أولوية قصوى مع بداية انعقاد الدورة القادمة في أكتوبر.
وعقّب “عبد الله العجيل”، “أن المطلّقة في قطر لها نفقة وسكن من طليقها”.
وأضاف أن القوامة للرجل، وهو له الحق في الأرض والقرض، لأنه هو مَن يكوّن الأسرة، معرباً عن اعتقاده بأن قانون الأرض والقرض، عندما نزل تسبّب في زيادة نسبة الطلاق إلى 70 %.
واشترطت الحكومة القطرية، أن يكون توفير الأرض والقرض لذوي الدخل المحدود، الذين يقلّ دخلهم عن حدٍّ معين ولا يملكون سكناً.
ورد “عبدالله الملا”، أن النفقة للأبناء، أما نفقة المطلقة فهي مؤقتة.
وأردف: “المقترح الأفضل هو إعطاء كل من ليس له دخل مخصص من الشؤون الاجتماعية، سواء كانت مطلقة أو أرملة أو ربة بيت أو شاب عاطل”.
وقال صاحب حساب باسم “فلسطين قضيتي”: “لو صرفت رواتب الشؤون الاجتماعية لكل المستحقين، ومن ليس لهم دخل ثابت، لما احتاجت هذه المواطنة إلى هذه المبالغ من قطر الخيرية، نرجو أن يتمّ إعادة النظر في صرف هذه المساعدات حتى تشمل الجميع”.
وهناك تشريعات قطرية تكفل للمرأة المطلقة في بعض الحالات، أن تحصل على راتب من الضمان الاجتماعي، وذلك طبقاً لشروط وقواعد تضعها الجهات المعنية.
وفي حال توفّر تلك الشروط يحقّ لها أن تحصل على الراتب، ولها أيضاً الحصول على مسكن من الدولة وفق ما تقوم بوضعه الجهات المعنية، وبعد أن تقوم الجهات بالبحث حول مدى احتياجها للمسكن أو الراتب.