مع وفاة ميخائيل غورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفييتي، يستذكر الاحتلال الإسرائيلي ما قام به من خطوة تاريخية منذ ثلاثة عقود بتفكيك الاتحاد السوفييتي، وتوقفه عن لعب دور مركزي في العملية التاريخية المتمثلة بسقوط الستار الحديدي.
واعتبر اليهود في حينه أن الاتحاد السوفييتي هو القوة التي أدت إلى زيادة معدلات الهجرات اليهودية، وبعد تفككه تم السماح لهم بمغادرته، والهجرة إلى فلسطين المحتلة.
وزعم آرييل بولشتاين الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "الخطوة التي أقدم عليها غورباتشوف، وتسببت في انهيار الاتحاد السوفييتي كان تأثيرها على دولة الاحتلال دراماتيكيا بشكل خاص، نظرا لأعداد اليهود الكبيرة التي كانت منتشرة في جمهورياته المختلفة".
وقال: "قد أُجبر العديد منهم على الاندماج في المجتمعات السوفييتية، وانقطعت علاقتهم بالتقاليد اليهودية، وحتى اللغة العبرية، مع العلم أن الجالية اليهودية التي عاشت في الإمبراطورية الروسية في بداية القرن العشرين هي الأكبر بين جميع الجاليات".
وأضاف، أنه "ليس من قبيل المصادفة أن الجالية اليهودية الروسية هي التي ولدت كل الظواهر والتيارات الهامة التي حددت الاتجاهات في الحركة الصهيونية، وليس من قبيل المصادفة أن كل الآباء المؤسسين لدولة الاحتلال جاؤوا منها، لكن اضطرابات القرن العشرين أصابت اليهود الروس، حيث أصبحوا رعايا سوفييت، لكن الهجرة إلى (فلسطين المحتلة) بقيت لديهم حلما، ولولا غورباتشوف لما تحقق هذا الحلم، حيث إنه فتح البوابات على نطاق واسع، ولم يندم على ذلك أبدا".
ويعود الإسرائيليون بذاكراتهم إلى تلك الأيام التاريخية التي شهدت انهيار الاتحاد السوفييتي على يد غورباتشوف، الذي منح الإذن لليهود بمغادرة بلاده، ليس لأنه أصبح صهيونيا، أو رأفة بهم، ولكن بسبب عوامل أخرى دفعته إلى اتخاذ هذا القرار التاريخي، أهمها تنامي قوة النشطاء اليهود في الاتحاد السوفييتي، بجانب الضغوط الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة، إبان مرحلتي الرئيسين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش الأب.
وفي الوقت ذاته، فإن القناعة الإسرائيلية السائدة أنه لو أتى أي أمين عام للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي آنذاك غير غورباتشوف، لكانت الأحداث قد توجهت إلى مسار مختلف تماما، لأن هجرة يهود الاتحاد السوفييتي لم يكن ليسمح بها أي زعيم آخر سواه.
وأضاف الكاتب: "كانت الهجرة الكبيرة من دونه ستظل حلما لليهود غير قابل للتحقق"، ولولا ما يعتبره الإسرائيليون "المورد الثمين" لكانت إسرائيل أضعف بكثير مما هي عليه اليوم، وسيبقون يذكرون لغورباتشوف هذا القرار التاريخي.
واليوم يربط الإسرائيليون بين الفعل الممتنّ من غورباتشوف الخاص بتشجيع الهجرات اليهودية السوفييتية إلى فلسطين المحتلة، وما يقوم به اليوم الرئيس فلاديمير بوتين تجاه الوكالة اليهودية، وإغلاق مكاتبها في روسيا، وكأنها خطوة للرجوع الى الوراء، وتأتي لتصويب خطأ تاريخي ارتكبه غورباتشوف بنظر بوتين وفريقه، ما أصاب دولة الاحتلال بقلق خطير.