حجزت لنفسها رقماً في طابور الانتظار قليل العدد داخل مركز خدمات المشتركين التابع لشركة كهرباء الشمال في نابلس. جلست بضع دقائق على كرسي مريح، أضاءت الشاشة الحمراء معلنة وصول الدور لصاحب الرقم التالي، توجهت إلى الموظف المختص، أعطته بطاقة الكهرباء وطلبت شحن رصيدها من طاقة الكهرباء بـ"عشرة شواقل فقط". استغرب الموظف ونفذ طلبها، وربما كل ما بقي لديها من رصيد هو خمسة شواقل فقط أو زد عليها قليلا بعد احتساب ضريبة "النفايات". تمتمت ببعض كلمات سمعها من هم على مقربة منها، "من وين أجيب، هذا الي بقدر أشحنه، المهم تضوي الكهربا، يوم، يومين، بعدها ربك بيسر". على ما يبدو أن تلك السيدة الأربعينية سعيدة الحظ رغم فقرها، فاليوم بإمكانها أن تشحن رصيد بطاقة الكهرباء بالمبلغ الذي تريده، بينما لم يكن ذلك بالأمر اليسير سابقا، وكان مبلغ الحد الأدنى للشحن هو 50 شيقلا. لحظات قليلة، تقدم مواطن آخر إلى دوره، ويبدو أنه أفضل حالا من سابقته، فهو يريد أن يشحن بمبلغ 50 شيقلا، لكن الموظف أخبره بوجود قسط ديون مستحقة عليه بنفس المبلغ الذي يريد شحنه. ارتسمت علامات غضب على وجه المواطن، لكن الموظف بادره بلفتة طيبة بموجب قرار إداري، قائلا: "بتقدر تأجل القسط إذا حبيت"، هدأ قليلا وانطلق لغايات أخرى، بعد أن شحن رصيده بالمبلغ الذي يريد. وكانت إدارة شركة كهرباء الشمال قررت عدم إجبار المواطنين على تسديد الديون السابقة وإنما تخييرهم بذلك، في وقت ما زال موضوع الديون المستحقة على المواطنين عالقا بانتظار أن تحسمه حكومة رام الله وتتحمل تلك الديون.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.