يزداد الجدل الفلسطيني الداخلي حول خطوة حركة فتح بالتوجه للأمم المتحدة؛ لطلب الحصول على عضوية كاملة باسم "دولة فلسطين"، في مقابل تهديد أمريكي بالفتيو وإسرائيلي بالتصعيد، في حين لم يكن للشارع أي رأي حتى استيقظ على استحقاق لا يعلم ما بعده . ولا تكاد ترى اهتماماً كثيراً في الضفة الغربية بالاستعدادات المرتقبة للخطوة التي اقتصرت المشاركة فيها على حركة فتح وبعض الفصائل الصغيرة لمنظمة التحرير, بينما يتداول الشارع أسئلة مازالت إجاباتها غامضة ويبقون في موقف محيّر بين التأييد والمعارضة أو الانتظار . [title]غموض وغياب الوضوح[/title] "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" التقت عدداً من المواطنين واستعرضت آرائهم حول الخطوة المنوي تنفيذها من قبل فتح، فتضاربت الآراء بين التأييد المشوب بالحذر والمعارضة خشية المستقبل ، وآخرون لا يكترثون لما يجري، والأغلب ينتقد التفرد بالقرار وجهل الخطوة . يقول المواطن "عاصم الماهري" - وهو مدرس -:" إن الكثير من الناس مازالوا لا يفهمون حقيقة ما تطرحه سلطة فتح من استحقاق أيلول - مقاطعاً حديثه بالضحك – حتى قيادات في فتح وكوادر لا يفهمون ما سيجري ، هذه سخرية القدر في هذا الزمن" . وحول تأييده أو معارضته قال الماهري :" لن أقول أني مؤيد لأن من سيقوم بهذه الخطوة هم أنفسهم من فشلوا بالمفاوضات ومن وقعوا اتفاقية أوسلو التي سببت لنا كل هذه المصائب، لكن سأقول ربنا يجيب الخير". وأبدى المواطن تخوفه من أن تقوم قوات الاحتلال بالمزيد من المضايقات على المواطنين بهذه الذريعة التي لا يبدو فشلها سلفا من الآن، فالأولى أن يكونوا على قدر المسؤولية من خطوات في وقتها المناسب . [title]قرار منفرد[/title] لكن المواطنة "سهام جعفر" – وهي طالبة جامعية – ترى أن الخطوة التي ستقوم بها سلطة فتح " جيدة على المستوى السياسي وإن كانت بلا نتائج إلا على الورق، لكن لا نعول كثيراً عليها وكل هذا الزخم الإعلامي مبالغ فيه لكن لن نخسر شيء إن نجحت وهو ما أتمناه " . وتضيف قولها :" أرى أن هناك خطأً كان بتفرد قيادة السلطة في حسم الخطوة لوحدها بعيداً عن بقية الفصائل، وأيضا دون وحدة حقيقية، وهو ما يهدد نجاحها أيضا على المستوى الداخلي "، لكنها طرحت أسئلة بحاجة لإجابات – كما تقول- "ماذا بعد أيلول ؟؟ ". [title]ممنوع المشاركة![/title] أما المواطن أبو مصعب مهدي – وهو إمام مسجد – فيقول :"إن استحقاق أيلول هو كذبة جديدة كإبرة تخدير للمواطنين الفلسطينيين حول مستقبل قضية فلسطين بشكلٍ عام، محذراً أن ذلك هو حجة لاستمرار بقاء السلطة وقادتها في مناصبهم وهو من مصلحة أمريكا والكيان الإسرائيلي . ويقول :"إن عدداً من أصدقائه الذين استدعتهم أجهزة السلطة حذّرتهم من المشاركة في مسيرات استحقاق أيلول بحجة خشية تطور المسيرات لمواجهات مع قوات الاحتلال، وهو ما يتناقض مع الدعوات التي نسمعها ، معتبراً ما يجري " مسرحية مكشوفة " . فيما تطرق "عماد صلاح الدين" وهو محام وباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية إلى الضرر القانوني في استحقاق أيلول على الشعب الفلسطيني، وجاء في مقال له وصل "فلسطين الآن" أن الضرر القانوني لاستحقاق أيلول يكمن في حالة التراجع عن قرارات دولية لها صفة الإلزام، وكان الاعتراف بـ(إسرائيل) متوقفاً على تنفيذها والالتزام بها. وهي هنا ومن بينها قرار التقسيم الصادر عام 1947 الذي يعطي للشعب الفلسطيني 44% من أرض فلسطين التاريخية. [title]أضرار قانونية[/title] وكشف الكاتب " إن استحقاق أيلول لا يَرى منه سوى الدولة على 22% من أرض فلسطين التاريخية. ولا نرى حديثاً في هذا السياق عن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها وفقا للقرار الدولي الشهير 194 " . واعتبر ما يجري "إن الحاصل بالتوجه إلى الأمم المتحدة بشأن استحقاق أيلول، هو تأكيد حالة الإحباط والبحث عن مبررات لاستمرار بقاء المنظومة الفلسطينية الرسمية بأي طريقة وبأي ثمن " .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.