قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن "الوضع في الضفة الغربية بات قلقا بالغا لدى جهاز الأمن الإسرائيلي وكذلك لدى الإدارة الأميركية، وسط ضغوط من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة".
وأضاف الموقع أن "زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بربارة ليف، لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، عزز الشعور بأن الفترة المقبلة ستكون "سيئة جدا".
وارتفع مستوى هذا القلق على إثر تصاعد التوتر الأمني بشكل كبير في الضفة الغربية، في الأشهر الأخيرة، في أعقاب ارتفاع كبير في عدد العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد قوات جيش الاحتلال والمستوطنين، في موازاة تصاعد كبير في اقتحامات قوات الاحتلال للمدن الفلسطينية، وارتفاع كبير للغاية في عدد الشهداء الفلسطينيين.
وأشار التقرير إلى أن سببا آخر لهذا التصعيد يتعلق بالأزمة الاقتصادية الخانقة في السلطة الفلسطينية وصعوبة دفع رواتب أفراد أجهزتها الأمنية. وهذا الوضع يؤدي إلى "تراجع متزايد في شرعية السلطة الفلسطينية" وتقويض سيطرتها في مناطق واسعة في الضفة الغربية، وخاصة في الخليل ونابلس وجنين.
والتقت ليف مع مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي، بينهم رئيس الشاباك، رونين بار، و"منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق" المحتلة، غسان عليان، الذين أوضحوا لها بالتلميح أو بشكل واضح أن عليها التحدث مع القيادة السياسية الإسرائيلية حول هذه القضية لأن القرار بشأن الخطوات الضرورية ليست ضمن صلاحيات جهاز الأمن.
وقال رئيس الشاباك خلال لقائه مع ليف إنه "قلق جدا من وضع السلطة الفلسطينية وقدرة أجهزتها الأمنية على العمل"، وفق ما نقل التقرير عن مصادر مطلعة على مضمون اللقاء. وقدم رئيس الشاباك إلى المسؤولة الأميركية معطيات حول عدد العمليات التي نفذها فلسطينيون في الأشهر الأخيرة قياسا بالعام الماضي. وزعم رئيس الشاباك أن إسرائيل لا تريد اقتحام المدن الفلسطينية "لكنها تفعل ذلك بسبب عدم وجود خيار آخر. والوضع الميداني أسوأ مما يبدو".
وأضاف بار، حسب التقرير، أن الشاباك يؤيد خطوات من أجل تعزيز السلطة الفلسطينية ويعمل على دفع خطوات كهذه، لكنه تذرع بأن الفترة الحالية، عشية انتخابات الكنيست، حساسة جدا وتضع مصاعب أمام اتخاذ قرارات في هذا الموضوع.
بدوره، قدم عليان لليف صورة متعكرة للوضع في الضفة الغربية، ونقل التقرير عن مصادر إسرائيلية أن عليان ادعى أمام ليف أنه يبذل كل ما بوسعه من أجل استقرار الوضع، وأنه يخشى أن هذا ليس كافيا "من أجل وقف كرة الثلج". وأشار إلى أن خطوات مدنية واقتصادية أخرى بالإمكان تنفيذها تستوجب اتخاذ قرارات ضمن صلاحية القيادة السياسية الإسرائيلية فقط.
وشددت ليف خلال لقائها مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، على أن السلطة الفلسطينية قد تنهار وأن "الكرة موجودة في الملعب الإسرائيلي"، مضيفة أنه "ننصحكم بتنفيذ خطوات عاجلة من أجل مساعدتهم".
وأشار التقرير نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن اللقاءات التي عقدتها ليف مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية كانت غير مشجعة. فقد كان لقاؤها مع الوزير حسين الشيخ ورئيس المخابرات، ماجد فرج، صعب للغاية، وارتفعت خلالها نبرة الصوت لدرجة الصراخ أحيانا.
وجاءت زيارة ليف، حسبما يتضح من التقرير، على خلفية سعي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى دفع الفلسطينيين للتراجع عن عزمهم دفع قرار في مجلس الأمن الدولي لقبول فلسطين كدولة عضوا الأمم المتحدة، وأن الإدارة تعتقد أن هذا الأمر سيقود إلى مواجهة سياسية ستزيد تصعيد الوضع السيء أصلا ويجعل منع تصعيد ميداني أصعب.
ولفت التقرير إلى أن السلطة الفلسطينية ليست محبطة من إسرائيل فقط، وإنما من سياسة إدارة بايدن أيضا، وأن أمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، خاب جدا من زيارة بايدن للمنطقة، قبل أقل من شهرين، والتي انتهت دون نتائج سياسية لصالح الفلسطينيين.
وأوضحت ليف أمام المسؤولين في السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة تعارض الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وقال الشيخ للمسؤولة الأميركية إنه إثر الطريق المسدود في عملية السلام، فإن قبول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة هي الطريق الوحيدة للحفاظ على حل الدولتين.
واعتبرت ليف في ردها على الشيخ، وفقا للتقرير، أنه بدلا من الانشغال في خطوات لا فائدة منها في الأمم المتحدة، على السلطة الفلسطينية التركيز على إعادة سيطرتها على الأحداث في نابلس وجنين. ونقل رافيد عن الشيخ قوله إنه وفرج شددا أمام ليف أن على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل وقف الخطوات الأحادية الجانب واقتحامات المدن الفلسطينية.
وبشكل غير مألوف، لم تلتقي ليف مع الرئيس الفلسطيني رغم طلبها عقد لقاء كهذا، ما يدل على مدى توتر العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإدارة بايدن. ونقل رافيد عن الشيخ تأكيده أن ليف طلبت لقاء عباس، لكن هذا لم يحصل بسبب "الأجندة المزدحمة" للرئيس الفلسطيني.
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين اعتبارهم أن "الأجندة المزدحمة" ليست إلا ذريعة، وأن الرئيس الفلسطيني قرر عدم لقاء المسؤولة الأميركية إثر خيبة أمله من أنه لم يكن في جعبتها أي بشرى جديدة حيال السياسة الأميركية في الموضوع الفلسطيني. ورجح التقرير صحة الرواية الإسرائيلية.