لم يكن لمنظمة التحرير الفلسطينية علاقة بالعملية العسكرية الإسرائيلية " عمود السحاب" التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، ولا بمقاومتها ولا بالتهدئة التي طالبت بها دولة الاحتلال حماس والمقاومة في قطاع غزة عبر الوسيط المصري بعد أن منيت بهزيمة فادحة في حرب الأيام الثمانية. كذلك فإن المفاوضات غير المباشرة بين " إسرائيل" و" حماس " حول تطبيق شروط التهدئة بعد الحرب لا علاقة لها بالمفاوضات السياسية التي وردت في الميثاق الوطني وأوكلت لمنظمة التحرير بعد إعادة تأهيلها وانضمام باقي فصائل المقاومة إليها. المصادر الإسرائيلية لم تكشف سرا ولم تأت بجديد لأن شروط اتفاقية التهدئة لم تكتمل ولم يرفع الحصار بشكل كامل وكذلك فإن ظروف الأسرى ازدادت سوءا، ولهذا كان على الراعي المصري بذل الجهود من اجل إلزام إسرائيل بتنفيذ ما عليها من اشتراطات. إن إثارة موضوع التفاوض مع الاحتلال وكأن حماس تسعى لأن تكون بديلا عن منظمة التحرير سذاجة سياسية، حيث إن الاعتراف بدولة الاحتلال والموافقة على شروط الرباعية الدولية من أهم متطلبات دخول " لعبة التفاوض" وما زالت حماس ترفضها دون إبداء أي مرونة في ذلك الاتجاه، كما انه ثبت بعد تجربة منظمة التحرير على مدار عقدين من الزمن أن التفاوض السياسي مع " إسرائيل" أشبه بالحرث في الماء. فمنظمة التحرير اعترفت بشرعية الاحتلال والتزمت باتفاقية أوسلو وخطة خارطة الطريق وبكل الاتفاقات وما زال الاحتلال يحاصر السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا،ويزرع الضفة الغربية والقدس بالمستوطنات والمعابد اليهودية، وعملية تهويد مقدساتنا الإسلامية وتشريد الفلسطينيين تسير على قدم وساق، فما الذي سيشجع حماس على دخول ذلك النفق المظلم؟. لا اعتقد أن أحداً يحسد منظمة التحرير على تفاوضها مع المحتل الإسرائيلي أو يزاحمها على ذلك الدور، و تلك حقيقة تدركها قيادة المنظمة، والعقلاء يفهمون أن إثارة موضوع المفاوضات بالشكل الذي جرى خلال الأيام الأخيرة يعكر أجواء المصالحة _على ضبابيتها_سواء بقصد او بدونه، ونقول لأصحاب النوايا " السليمة" والذين " يثرثرون " فقط من اجل الإثارة الإعلامية ان يبحثوا عن" ثرثرة" تفيد الشعب الفلسطيني وتخدم وحدة صفه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.