27.21°القدس
26.98°رام الله
26.08°الخليل
27.54°غزة
27.21° القدس
رام الله26.98°
الخليل26.08°
غزة27.54°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: زلزلوا أمن "إسرائيل" لتردوا فرعون عَنا

للعدالة قفص وهمي في المحاكم الإسرائيلية لا يعرف قسوة أغلاله إلا الضحية ولا يراه بوضوح سوى القاضي، ذاك الذي اختار أن يجهض الحقيقة دون رحمة. كم كان قذرا ذلك القاضي "الصهيوني" الذي رفض التنحي قليلا نحو الحق ولملمة ما تبقى من روح سامر العيساوي وكم عَلِقَت فيه بقايا من جرائم شارك بارتكابها في كل جلسة، كان تمثالا بقلب حجري ووجه بلا عيون ينظر لملاك أسَرنَا وجههُ الأبيض وجسدهُ النحيل وأناقتهُ الفائقة في استقبال الموت، لم يكن ضحية بقدر ما كان مُضحيا ولن يستطيعوا قتله لأنه وبكل بساطة إنسان مستعد للموت "ومن الصعب قتل شخص على استعداد لأن يموت، ذلك أن قتله سيكون بلا معنى" كما جاء على لسان الإسكندر المقدوني في كتاب الشجاعة| أوشو، يمكنهم قتل شخص وهو يقاتل وآنذاك يكون للقتل معنى إلى حد ما، لكنهم لن يستطيعوا قتل رجالا كسامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، إستعدوا للموت وهم يقولون "هذه رؤوسنا وبمقدوركم قطعها". هناك مثل فلسطيني يقول "قالوا لفرعون مين فَرعَنَك؟ قال: مِن قِلِة حدا يرُدني"، وهذا هو السبب الرئيسي لتمادي محكمة الاحتلال التي رفضت اليوم الإفراج عن الأسير سامر العيساوي بكفالة مالية ضاربة بعرض الحائط وضعه الصحي الذي تدهور ليصل إلى الموت. فسياسة حرق الأعصاب التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني وعدم الاكتراث بالأسرى المضربين عن الطعام وتعذيبهم تأتي نتيجة متوقعة لصمت المقاومة الفلسطينية عن زلزلة أمن "إسرائيل" ردا على عنجهيتها، ولا أعتقد أنها ضعيفة لدرجة أن ينتهك العدو حقوقنا وتقف ساكتة بكل فصائلها عن الرد أو حتى التهديد بفعل شيء ما. أنجزت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صفقة "وفاء الأحرار"، وهو أمر يفتخر به كل فلسطيني، بالمقابل خرقت "إسرائيل" الصفقة بإعادة اعتقال الأسرى المحررين فيها الأمر الذي يستوجب ردا من المقاومة التي أتمت الصفقة ومن كل القائمين عليها بما فيهم مصر، وبما أن مصر مشغولة بأزماتها الداخلية يجب أن ندير شؤوننا بأنفسنا، وأن نبتعد عن التغني بالانتصارات السابقة، فالتباهي بالإنجازات لا يحقق جديداً مثلها تماماً كعد النقود الذي لا يضاعفها، وإن رضينا عن أنفسنا لن نستطيع أن نُقدم أكثر. جبران خليل جبران قال:"ويلٌ لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة، ولا تفخر إلا بالخراب، ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع". وهذا ما يحصل فعليا، فالمقاومة الشعبية وغضب الشارع الفلسطيني لا يجديان وأرواح الأسرى في ضيافة الموت، حيث كان من الأجدر بنا أن لا ننتظر كل هذا الوقت لنثور ونحتج فقد كنا دائما نأتي متأخرين عن الموتِ بكلمة والآن نتأخر عنه بموقف وسلاح، ومع أن عدد المحتجين قليل ولا يقارن بعدد الأسرى في سجون الاحتلال إلا أننا يجب أن نقول كلمة حق، فكل الجهات التي تدعو للخروج من أجل نصرة الأسرى لا تستطيع جر الشعب وإخراجه للمشاركة. ومن جهة أخرى لن يفيد إلقاء اللوم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فهو لا يتعدى عن كونه موظفا حكوميا في هذه السلطة ولا يصلح لقيادة شعب تلاشت حقوقه بعد تفشي الغطرسة الصهيونية. وبما أن الواقع يثبت أن المدافعين عن القضية "فاشلين" فالأجدر بنا أن نسعى لتغيرهم لا تغير القضية وإهمالها كما قال غسان كنفاني. هنا نعود للنقطة الأهم وهي ضرورة تحرك المقاومة المُسلحة، وتحركها لا يجب أن يقتصر على خطف الجنود بل يجب أن يعود عملها بشكل فاعل وقوي انتقاما لكرامتنا وكرامة الأسرى، وعلى سلطة أوسلو التنحي جانبا والتخلي عن سياستها في حماية العدو وإفشال عمليات المقاومة في الضفة العربية التي يسهل منها إشعال النار في "إسرائيل"، فلا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ولا يمكن لدولة أن تكون سيدة نفسها إذا رفضت التضحية بأبنائها واحترقت من أجل حريتها وفكرها. والد الأسير ضرار أبو سيسي وجه البارحة نداءا للمقاومة عبر فضائية القدس قال فيه بالحرف الواحد "اتقوا الله في ضرار أبو سيسي المعزول والمريض"، وهذا النداء لم يقله إلا لأنه يثق بالمقاومة المسلحة ولا يجد غيرها لإنقاذ ابنه وبقية الأسرى وإلا لكان وجه نداءه لأسياد الاستسلام والمفاوضات. هو يناشد ونحن نسأل: ماذا تنتظرون والأسرى في ضيافة الموت! ماذا تنتظرون وقد رفع لكم الأبطال أكفانهم بدلا من الرايات البيضاء! كيف تصبرون في وطن كل ما فيه يُرسل لكم دعوة للغضب!