تشهد الحلبة السياسية الحزبية الإسرائيلية خلاقات متزايدة، ما دفع بأوساط أمنية إلى إطلاق تحذيرات تربط بينها وبين تصاعد الهجمات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية، وفق إعلام عبري.
وتلقي التطورات الانتخابية التي تشهدها دولة الاحتلال بظلالها السلبية على تدهور الوضع الأمني لجيش الاحتلال والمستوطنين، وهو ما أكده رونين بار رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك، بقوله إن "حالة الانقسام السياسي الإسرائيلي الداخلي تمنح المقاومة الفلسطينية دافعية لتنفيذ المزيد من عملياتها"، وفقا لـموقع واللا.
ولم يتوقف الأمر عند بار، فقد قال عضو الكنيست رام بن باراك، رئيس لجنة الخارجية والأمن: "ننظر من الخارج إلى تفككنا الداخلي، ونتابع الأضرار التي تلحق بصلابتنا الداخلية، وتماسكنا الاجتماعي، ونضم صوتنا لأصوات عالية رفيعة المستوى أكدت في العامين الماضيين أن مشكلتنا ليست إيران ولا حزب الله ولا حماس، لكننا في كل مرة نواجه عدم قدرتنا على تثبيت النظام الداخلي".
واتهم بن باراك في حوار مع موقع "واللا"، زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بتقسيم المجتمع الإسرائيلي، وخوض كل السبل لإنقاذ نفسه، ما أسفر عنه الإضرار بالوحدة الداخلية، على حد تعبيره.
وقال للموقع: "بناء على المعلومات الاستخباراتية التي لدينا، والتحقيقات الجارية مع منفذي العمليات الفلسطينية الذين يتم اعتقالهم، فإن بعض دوافعهم تنبع من فهمهم بأن ثمة عملية تفكك في المجتمع الإسرائيلي، وإذا بدأت، فإنهم يريدون تصعيدها ومراكمتها، وسبق أن قلت إن نتنياهو يعاني من مشاكل عقلية".
أما الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك يعقوب بيري، فأكد أن "الانقسام الإسرائيلي في المجتمع الإسرائيلي يحفز المقاومين الفلسطينيين".
وأضاف أن "ما يمر به المجتمع الإسرائيلي من ظواهر استقطابية داخلية تمثل "طلقة تشجيع" للمنظمات الفلسطينية، والدول المعادية، هذه إحدى نقاط الضعف التي تعيشها إسرائيل مؤخرًا، وهي تقدم بالفعل دافعًا معينًا للمسلحين، وللأسف فإن هذا الوضع سيظل كما هو إلى حد كبير من خلال مظاهر الانقسام الاجتماعي وانعدام الاستقرار السياسي في إسرائيل".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه "يد الشاباك أقصر من أن تتعامل مع الانقسام الاجتماعي، لأنه ليس هيئة سياسية، ربما يمكنه أن يحذّر، لكنه لا يعالج الظواهر السلبية".
وأكد أن "الإسرائيليين دائما منقسمون، لكن ليس كما هو الحال الآن، لقد وصل مستوى العنف اللفظي والجدل السياسي والعرقي، ونفاد الصبر والتسامح إلى مستويات لم تكن موجودة من قبل، حيث تساهم الشبكات الاجتماعية في هذا الأمر، وأصبحت اللغة أكثر عنفا".
وأجرى موقع القناة 14 حواربن مع اثنين من كبار الضباط الإسرائيليين، أولهما الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، الذي أكد أن "سيناريو الانتفاضة الثالثة قد يكون محتملا جدا، بالتزامن مع اندلاع معارك الخلافة بعد غياب أبي مازن عن السلطة الفلسطينية، التي تعاني ضعفا وفسادا، بجانب تقوية الجهاد الإسلامي وحماس في الضفة الغربية، هذه الأشياء تخلق جوا شديد الانفجار، ويمكن لأي زناد صغير القفز عليه".
فيما أكد الرئيس الحالي لـ"أمان"، أهارون حاليفا، أن هناك "تخوفا من وقوع حوادث أمنية وعمليات فلسطينية خلال الأعياد اليهودية، وهي فترة حساسة، فضلا عن أننا أصبحنا نعيش حقبة اليوم التالي لصراعات الوراثة الجارية بالفعل تحت السطح في السلطة الفلسطينية، ما يعني عدم استقرارها".