اكتشف باحثون أميركيون آلية جديدة تثبت أن بروتينا رئيسيا يتسبب في الضرر الالتهابي المرتبط بالتهاب المفاصل الروماتويدي. من المأمول أن يؤدي الاكتشاف غير المسبوق إلى توجيه البحث نحو مسارات جديدة تمامًا لعلاج المرض الذي ينجم عن اضطراب في المناعة الذاتية والذي يصيب الملايين حول العالم، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Cellular & Molecular Immunology.
عامل نخر الورم
كان أحد أكثر اكتشافات التهاب المفاصل الروماتويدي تأثيرًا على مدار العقود القليلة الماضية هو العثور على السيتوكين المناعي المسمى عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha) والذي يلعب دورًا حاسمًا في التهاب أنسجة المفاصل. بعد هذا الاكتشاف، أتاح تطوير مثبطات TNF للأجسام المضادة أحادية النسيلة لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي نوعًا جديدًا تمامًا من الأدوية لعلاج حالتهم.
ولكن كما أوضح كبير باحثي الدراسة الجديدة الدكتور صلاح الدين أحمد، فإن مثبطات عامل نخر الورم ليست فعالة في جميع المرضى. كما أنها لا تعد أدوية مثالية طويلة الأمد بسبب مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية.
قال الدكتور أحمد إن "عامل نخر الورم ألفا - أو TNF alpha باختصار - هو أحد البروتينات الالتهابية الرئيسية التي تسبب التهاب المفاصل الروماتويدي وتستهدفه العديد من العلاجات المتاحة حاليًا"، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يحدث بمرور الوقت تطور لمقاومة جسم المريض لهذه الأدوية، وبالتالي لا تصبح فعالة في العلاج.
وشرح الدكتور أحمد أن هذا هو السبب في بدء البحث عن أهداف دوائية غير مكتشفة سابقًا في إشارات TNF alpha، لذا فإن البروتينات التي تتفاعل معها قد تلعب دورًا".
الخلايا الليفية الزليلية
ركز البحث الجديد على نوع من الخلايا البشرية يسمى الخلايا الليفية الزليلية، والتي تبطن المفاصل، وفي حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، يتم تحفيز الالتهاب في الخلايا الليفية الزليلية بواسطة TNF alpha.
جزيء سلفاتاز 2
واستقر الباحثون على جزيء يسمى sulfatase 2، والذي أشارت دراسات سابقة للسرطان إلى أنه يلعب دورًا في نمو الورم، ومن المعروف أنه يشارك في عمليات إشارات الخلايا المناعية. لذا افترض الباحثون أن السلفاتاز 2 يمكن أن يلعب دورًا في الطريقة التي يتسبب بها عامل نخر الورم ألفا في حدوث الالتهاب.
قام الباحثون بإزالة البروتين من الخلايا الليفية الزليلية ثم راقبوا ما حدث عندما تم تحفيز الخلايا باستخدام TNF alpha. بشكل مثير، كشفت التجارب عن انخفاض كبير في الاستجابات الالتهابية في الخلايا عند إزالة السلفاتاز 2.
تخمين مستنير
أضاف الدكتور أحمد أن "التركيز على جزيء سلفاتاز لدوره المحتمل في الالتهاب كان تخمينًا مستنيرًا"، وأنه بمجرد أن تم إزالته من الخلايا الليفية الزليلية في عينات المختبر ظهر نمطًا ثابتًا للغاية من زيادة تعبير سلفاتاز 2 في جميع الأنسجة والعينات المختلفة، مما يعني أنه يمكن تقليل التأثيرات الالتهابية بشكل ملحوظ.
واعد بشكل غير عادي
لم يتم إثبات نتائج التجارب، التي قام بها باحثو جامعة واشنطن ستيت حتى الآن إلا في نماذج الخلايا المختبرية مما يعني أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على حيوانات المختبر للتحقق من صحة هذه الآليات قبل النظر في أي نوع من العلاج البشري.
لكن تعد النتائج اكتشافًا تأسيسيًا واعدًا بشكل غير عادي، إذ أنه إذا تم التحقق من صحة هذه الآلية في التهاب المفاصل الروماتويدي، فربما تكون بمثابة قفزة كبيرة للوصول إلى اختبار هذه الأنواع من الأدوية لحالات التهابية أخرى.