المراقب للمشهد في الضفة الغربية بات يلحظ حجم الحراك الثوري في بعض المحافظات الفلسطينية، ولا سيما محافظات الشمال، وهذا الحراك يختلف عن السابق بأنه يحمل ثلاث سمات مهمة، هي:
تغليب المصلحة الوطنية العامة على الحزبية الخاصة، فقد توحدت رايات الفصائل خلف مسميات ذات طابع عسكري - (مقاومة جنين ونابلس نموذج) - يعمل تحت رايتها أبناء الفصائل الفلسطينية.
الإيمان بأهمية المقاومة المسلحة بصفتها إحدى أهم أدوات التحرر والانعتاق من الاحتلال.
العمليات الفردية ذات الطابع المسلح.
السؤال الأهم: ما هي دوافع الانفجار في الضفة الغربية؟ وإلى أي اتجاه يسير؟
توجد دوافع تقف خلف تطور الأحداث في الضفة الغربية من أهمها:
بعد 29 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو ترسخت القناعة لدى الشعب الفلسطيني بأن هذا المسار لا يمكن أن يتحقق دون أدوات تضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي، وأهم هذه الأدوات المقاومة المسلحة.
سلوك الاحتلال في الضفة الغربية المتمثل في الاغتيالات والتوغلات والحواجز وتهويد المقدسات والاستيطان والاعتقالات، إلخ.
تعبير عن رفض الشارع الفلسطيني "سياسة الحب من طرف واحد"، فلا يعقل أن يستمر التنسيق الأمني والتزام اتفاق أوسلو في الوقت الذي نسفت دولة الاحتلال كل شيء.
نجاح المقاومة في قطاع غزة في تثبيت معادلة ردع مع الاحتلال الصهيوني بفعل سياسة مراكمة القوة، وتكرار مشاهد البطولة للمقاومة ولا سيما في المعارك مع الاحتلال تشكل نقطة إلهام للشباب الثائر في الضفة.
وجود نماذج نضالية وكفاحية في الضفة الغربية شكلت وما زالت تشكل نموذجاً للشباب الثائر، مثل "أبو رعد" خازم وبعض منتسبي الأجهزة الأمنية ممن نفذوا عمليات بطولية ناجحة ضد الاحتلال.
إن الأوضاع في الضفة الغربية تسير في اتجاه الانفجار، ونموذج جنين الذي انتقل بعد ذلك إلى نابلس سيصل إلى بقية محافظات الضفة الغربية، لأن دوافع الانفجار ما زالت قائمة، وتزداد بفعل حماقات الاحتلال، وإن فشل المسار السياسي يعطي أفضلية في الوعي الجمعي الفلسطيني لمسار المقاومة بكل أشكالها؛ لأن الأصل في العلاقة مع الاحتلال هو الاشتباك، وأن وحدة شعبنا الفلسطيني ينبغي أن تكون مرتكزة على مقاومة ومقارعة الاحتلال، وهذا هو المأمول من مؤتمر أكتوبر القادم للمصالحة الفلسطينية في الجزائر.