قال مصدر قيادي في حركة "حماس"، اليوم الخميس، إن الانتفاضة الثانية شكّلت محطّة فارقة لناحية عودة فصائل المقاومة، وخاصة الإسلامية منها، إلى البناء التنظيمي، إثر سلسلة طويلة من الضربات الأمنية من قِبَل العدو والسلطة الفلسطينية، قبل «اتّفاق أوسلو» وبعده. إذ استطاعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، خصوصاً، إعادة بناء هيكلهما، الذي كان جرى سحْقه قبل الانتفاضة من قِبَل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وتمكّنت الفصائل، في أعقاب تشكيلها مجموعات عسكرية خاصة، من توجيه ضربات كبيرة ومؤثّرة إلى العمق الإسرائيلي، أدّت إلى مقتل أكثر من 1000 جندي ومستوطِن.
ويقول مصدر قيادي في حركة حماس، لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن الانتفاضة الفلسطينية الثانية كانت بمثابة خلاص للحركة من الحملات الأمنية والتضييق الشديد الذي كانت تتعرّض له من قِبَل السلطة، مضيفاً أن حماس استطاعت خلال الانتفاضة إعادة بناء نفسها تنظيمياً، بعدما كانت أصبحت مجرّد أفكار في رؤوس قادتها من دون أيّ ترابط مع العناصر.
ويَلفت إلى أنه مع بداية الانتفاضة، كانت لحماس مجموعات عسكرية لا تتجاوز أصابع اليد في مختلف المناطق، ثمّ بدأت بالتوسّع بشكل كبير، من خلال استعادة العناصر السابقين واستقطاب عناصر جدد، لينطلق إثر ذلك عمل الحركة في مختلف الساحات والمجالات، وتنتقل من الخفاء إلى العلن.
كذلك، مضت الجهاد الإسلامي على الطريق نفسه، بعد خروج عدد من قادتها وعناصرها من سجون السلطة مع اندلاع انتفاضة الأقصى، لتتمكّن الحركة من تنفيذ عدد من العمليات الفدائية المؤثّرة ضدّ الاحتلال وداخل المدن المحتلّة.