نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا تقول فيه إن السجناء السياسيين وسجناء الرأي في مصر يتعرضون- منذ الانقلاب العسكري لعبدالفتاح السيسي في مصر- لـ واحدة من “أسوأ وأشد حملات القمع” حول العالم.
ويثير ملف “السجون والسجناء في مصر” جدلا كبيرا لدى الأوساط الحقوقية والسياسية في الداخل وكذلك لدى الهيئات الدولية المختصة في الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية السجناء من التعذيب.
“يتعرض السجين في مصر لـ أسوأ وأقسى أنواع التعذيب والإيذاء الجسدي والنفسي” تقول الصحيفة.
وشلمت حملات الاعتقال المتواصلة في مصر- على غرار السجناء السياسيين من مختلف التوجهات السياسية وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين- أغلب شرائح المجتمع من فنانين ونشطاء على السوشيال ميديا وصولا إلى الطلبة في الجامعات.
تضم السجون المصرية بحسب تقارير إعلامية دولية ما يقرب من 60 ألف شخص، أغلبهم وقع الزج به داخل الزنازين بعد انقلاب 2013، الذي قاده عبد الفتاح السيسي ـ كان وزيرا للدفاع وقتها ـ على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
تقول الصحيفة الأمريكية في سياق متصل، أنه حتى مع البوادر التي يبديها النظام المصري في الوقت الحالي حول “الإفراج عن عدد من المعتقلين” .
إلا أن تلك البوادر تبقى “موسمية” و”براغماتية” يريد من خلالها النظام العسكري في القاهرة “تنفيس الضغط” المسلط عليه من قبل بعض الدول الغربية قُبيل انطلاق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في نسختة 27، والذي ستحتضنه مدينة شرم الشيخ المصرية مابين 06 و 18 نوفمبر المقبل.
“مئات السجناء السياسيين حصلوا على حريتهم مع استعداد الرئيس عبد الفتاح السيسي، للترحيب بقادة العالم في مصر لحضور مؤتمر المناخ في نوفمبر المقبل”، كما يشير تقرير الصحيفة الأمريكية.
مئات السجناء السياسيين حصلوا على حريتهم مع استعداد السيسي للترحيب بقادة العالم في مصر لحضور مؤتمر المناخ
وتؤكد في ذات الصدد أنه بالتزامن مع احتضان مصر لهذه القمة، “يتعرض السجناء في مصر للضرب المروع، والحبس الانفرادي لفترات طويلة، والبقاء في زنازين صغيرة ومكتظة مع تهوية غير كافية وعدم توفر المياه النظيفة والطعام الصالح للأكل.”
وتسوق “وول ستريت جورنال”، شهادة لأحد السجناء السابقين يروي فيها معاناته الشديدة داخل غياهب الزنازين المصرية.
يقول “الشاهد” الذي رفض الافصاح عن هويته- لأسباب أمنية- كما تقول الصحيفة ” أنه تم ربطه بفراش مبلل وصعقه بالكهرباء”.
وتابع أن الحراس وضعوه في زنزانة مع أكثر من عشرة سجناء آخرين، وضربوه حتى انفجر وجهه دما.
وقال إنه وضع بعد ذلك في الحبس الانفرادي دون تهوية كافية، وتابع: “لقد أُعطيت زجاجتين، واحدة لأشرب منها وأخرى لأتبول فيها”.
مُعاملة وحشية يتعرض لها السجناء المصريون بـ مختلف توجهاتهم السياسية والاجتماعية من قبل نظام يحكم البلد العربي الأكثر كثافة سكانية، منذ مايقرب عن 8 سنوات بالحديد والنار في ظل “صمت” و “تواطؤ” غربي رسمي واضح.
وتقدر منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، ومقرها نيويورك أن مصر اعتقلت أو اتهمت ما لا يقل عن 60 ألف شخص.
وتقول ذات المنظمات إن أوضاع السجون المصرية، حيث يتعرض السجناء للإيذاء الجسدي والنفسي، تتساوى مع الظروف التي عاينوها في البلدان التي مزقتها الحرب مثل سوريا واليمن.
“تبع ذلك كم لا يحصى من سوء المعاملة والإيذاء، من الاكتظاظ في زنزانات السجن إلى الحرمان من الزيارات العائلية، ووقت الفراغ والرعاية الطبية” يقول تقرير وول ستريت جورنال.
وأكدت جماعات حقوق الإنسان، خلال مقابلات متفرقة مع الصحيفة أن الدولة المصرية تستخدم منذ سنوات الحبس الانفرادي والحرمان من التهوية الأساسية والمياه النظيفة والطعام لإخضاع السجناء السياسيين.
قال سجناء إن أكثر من 12 نزيلا يُجبرون على مشاركة حمام واحد مع عدم وجود أسرة.