تخشى المؤسسة الأمنية والعسكرية في الاحتلال من أن يحمل شهر أكتوبر/تشرين أول الجاري مفاجآت فلسطينية على صعيد المقاومة والعمليات.
وذكر دورون ماتسا، الخبير العسكري، وعضو حركة "الأمنيين" إلى أن "الشهر الجاري الذي يحيى فيه الاحتلال إخفاقات أكتوبر (تشرين الأول) 1973، يشهد تصعيدا للوضع الأمني في الضفة الغربية، مع أنها ليست ظاهرة جديدة، فهذه الحالة مستمرة منذ ربيع 2021، حين انطلقت معركة سيف القدس مع غزة.
وأضاف: "نحن أمام واقع فلسطيني يتسم مع مرور الوقت بتزايد ظاهرة المقاومة الفلسطينية، والتوترات في شرقي القدس، وتعبيرات الاحتجاج من فلسطينيي 48، ولعل ما تشترك فيه كل هذه التعبيرات، هو الرفض العربي الفلسطيني من النظام القائم خلال السنوات العشرين الماضية".
ويستعرض الإسرائيليون مكامن الخطر الذي قد يتشكل ليكون نسخة أكثر قسوة من أكتوبر (تشرين الأول) 1973، ففي الضفة الغربية ينعكس في الانتفاضة العنيفة التي تشهدها بصورة خاصة مدن الأطراف الفلسطينية، لاسيما جنين ونابلس، وعلى الصعيد الاجتماعي والسياسي ينخرط فيها نشطاء شباب وإسلاميون ومعارضون ضد النظام الاقتصادي السياسي، الذي ساد في العقود الماضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب الخبير العسكري فإن الاحتلال لم يستفيد من سوء تقدير أحداث ما قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، فوقعت الكارثة، واليوم يعيد تفضيل طريقتها النموذجية باستمرار الترتيب القديم مع السلطة الفلسطينية، بزعم الاعتقاد أنه يمكن إعادة النظام الفلسطيني إلى نقطة التوازن السابقة، بناء على مجموعة الإجراءات والتقنيات المعروفة؛ رغبة بتوفير هدوء أمني يسمح لها بالتركيز على إيران ولبنان وسوريا، لكنها قد تفتح عينيها على مفاجأة أكتوبر (تشرين الأول) 2022، حين تتحول الأمطار المتناثرة التي تتساقط حاليا إلى طوفان على الفور، دون امتلاك الأدوات اللازمة للتعامل مع الواقع الجديد الذي سيفرض عليها.