12.79°القدس
12.55°رام الله
11.64°الخليل
17.87°غزة
12.79° القدس
رام الله12.55°
الخليل11.64°
غزة17.87°
الجمعة 29 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

خبر: ما الذي يفكر فيه المغتصبون؟

لم تعد تكفي التقارير التي تصدرها المؤسسات الحقوقية العربية والعالمية عن اعتداءات وجرائم المستوطنين في الضفة لتبيان حقيقة ما يجري على الأرض!!، فالأرقام والمعلومات تبقى جامدة لا روح فيها، غير أن التحركات الفعلية والشواهد بالصوت والصورة يمكنها فعل ذلك. ورغم هذا فلا غنى عن توثيق الحقوقيين لهجمات المستوطنين المتصاعدة، والتي كان آخرها التقرير الذي صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا" ويكشف عن ارتفاع في وتيرة عنف المستوطنين في الفترة من 7 إلى 13 سبتمبر الجاري، "ما أدى إلى ارتفاع خطر تهجير المجتمعات الفلسطينية، حيث تم إحراق خيمة سكنية تعود لعائلة واحدة وتم الاعتداء جسدياً على ثمانية أشخاص وإشعال النار فيما يقل عن(390 شجرة)". معظم تلك الهجمات بحسب التقرير تأتي في سياق إستراتيجية وسياسة "دفع الثمن" رداً على قيام الشرطة الصهيونية بإخلاء بعض البؤر الاستيطانية غير المرخصة في الضفة، كما جرى مؤخراً في البؤرة الاستيطانية "ميجرون" بمحافظة رام الله.. غير أن عنف المستوطنين رداً على تلك الخطوات لا يتم توجيهه صوب أفراد شرطتهم أو حتى جنودهم، بل تجاه القرى والبلدات الفلسطينية. ليس هذا فحسب، فقد أعلن مستوطنون متطرفون عن نيتهم يوم الثلاثاء القادم 20-9-2011 الخروج بمسيرات تحت عنوان "مسيرات السيادة" تجاه المدن الفلسطينية احتجاجاً على ذهاب القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة لنيل اعتراف بالدولة، كون هذه الخطوة تهدد بقائهم في الضفة الغربية، "ولا بد من المبادرة عوضاً عن انتظار الجرافات لتأتي وتهدم منازلهم كما جرى في غزة قبل (6 سنوات)".. حسب ادعائهم. وحسب البرنامج ستنطلق مسيرات المستوطنين، وفق البرنامج التالي: أول مسيرة وتجمع للمستوطنين ستنطلق من مستوطنة "ايتمار" صوب مدينة نابلس، والثانية من "بيت إيل" إلى أقرب منطقة التنسيق والاتصال، من "كريات أربع" صوب الخليل. وقال قائد اليمين المتطرف في مستوطنة "ايتمار" بن غفير إن: "نظرائه لن ينتظروا في المنزل حتى يصبح العرب على مقربة من أسوار بيوتهم". وأضاف "سنأخذ زمام المبادرة والسير نحو المدن الفلسطينية". لماذا هذه الخطوة؟ ومن خلال تتبع ما يصدر عن وسائل الإعلام الصهيونية يمكن تكوين صورة مكتملة الجوانب حول الدوافع وراء اعتداءات المستوطنين و"شرعنتها" لأول مرة من قبل قيادة الجيش الصهيوني. فقد انشغل المستويان السياسي والأمني ملياً بالتفكير في السيناريوهات المتوقعة عقب مناقشة الطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. الاحتلال يدعي أن الفلسطينيين يخططون لمسيرات شعبية واسعة تتجه نحو المستوطنات، ولن يستطيع الجيش الصهيوني المرابط في الضفة الغربية مجابهتها بالشكل المناسب، ولن يستطيع حماية المستوطنين، وسيتم حصار عدد من المستوطنات، بحيث لا يتمكن القاطنون فيها للدخول أو الخروج. من أجل ذلك خلص قادة الاحتلال إلى خطة بنيت على أساس "كسر قيود الحرية عن أيدي المستوطنين".. المستوطنون سيقيمون جيشاً شعبياً، يضم الرجال المقاتلين وكذلك النساء والصبية والأطفال. فيواجهون معاً المسيرات الفلسطينية تدعو الخطة أيضاً إلى "ضرورة إقامة مظاهرات يهودية ترفرف فيها أعلام "إسرائيل"، مقابل المظاهرات الفلسطينية. وسيقام طاقم قيادة ميدانية قطري لتوجيه الكفاح، بقيادة ضابط كبير سابق في الجيش. يجب تنظيم مظاهرات ومهرجانات خارج صفوف المستوطنات حتى يراها الفلسطينيون من بعيد فيرتدعوا عن مواجهتها. إقامة طاقم إعلامي مهني يستطيع مواجهة الإعلام الفلسطيني والعالمي. وتشكيل طاقم مهني يعد لكل الأمور "اللوجيستية". وطاقم قضائي للدفاع عن المعتقلين". يُذكر أن جيش الاحتلال كان قد درب قادة الأمن في المستوطنات على مواجهة المسيرات الفلسطينية، سامحاً لهم أن يطلقوا الرصاص على الأرجل لكل من يتجاوز الخطوط الحمراء لهذه المستوطنات. كما سمحت للمستوطنين في (25 مستوطنة )باستخدام الكلاب في حال وقعت اشتباكات. لكن المستوطنين لا يكتفون، ويريدون جعل قضية سبتمبر (أيلول) "فرصة لتخليد الوجود اليهودي في يهودا والسامرة"، وهو الاسم العبري للضفة الغربية. [title]ترخيص بالقتل[/title] هذا ما تزامن مع ما كشف موقع "Nwes1"" الإخباري الصهيوني عن وثيقة سرية خطيرة سلّمها الجيش الصهيوني إلى المستوطنين، تبيح بموجبها قتل المتظاهرين الفلسطينيين العزل في حال اقترابهم من السياج الذي يحيط بالمستوطنات. وأشار الموقع إلى أن الوثيقة تضمنت تعليمات جديدة تم صياغتها من خلال مكتب المستشار القانوني الصهيوني التابع للفرقة العسكرية العاملة في منطقة الضفة الغربية، وأنها أرسلت إلى المستوطنين المسئولين عن حماية أمن المستوطنات. مراسل صحيفة هآرتس "حاييم لوينسون" قال: إن "المستوطنين طالما انتظروا بفارغ الصبر مثل هذه الوثيقة، التي توضح كيفية التصرف والمعاملة مع الفلسطينيين إزاء أحداث سبتمبر المتوقعة في الأيام القليلة القادمة، إضافة إلى أنها ترفع المسؤولية القانونية عنهم في حال قتلهم الفلسطينيين". هذا الأمر منح المستوطنين دعماً معنوياً للتبكير بالهجوم، على أساس المثل القائل "اتغدى فيهم قبل ما يتعشوا فيي"..الآن لا يحبذ المستوطنون استخدام السلام الناري حتى لا تحدث مواجهات مع الجيش ويحدث إحراجاً لحكومتهم المتطرفة، ويعطي الفلسطينيين فرصة للرد "العنيف"، لذلك لا بد من التدرج في الاستفزازت لحين الوصول إلى النقطة الحاسمة .