أعلنت وزارة الداخلية الماليزية أنها ستحقق في ادعاءات تفيد بأن عملاء المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يقومون بتجنيد ماليزيين لتنفيذ عمليات على الأراضي الماليزية.
وقال وزير الداخلية الماليزي داتوك سيري حمزة زين الدين إن الوزارة ستتخذ إجراء إذا تبين صدق تلك المزاعم، مضيفا: "يجب أن ننظر في قضايا من هذا القبيل، ثم نعلن (المزيد من الإجراءات)"، في إشارة منه إلى تقرير لـ"نيو ستريتس تايمز" الماليزي، الذي كشف أن عملاء الموساد استخدموا مواطنين ماليزيين لتنفيذ عملية سرية لاختطاف فلسطينيَّين يعتقد أنهما من أعضاء "حماس"، يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي.
وتمكنت العناصر الماليزية المجنّدة من اختطاف أحد الأهداف فقط. بينما تمكن الآخر من الهرب وقدم محضرًا للشرطة.
وبحسب موقع نيو ستريتس تايمز الماليزي، الاثنين، تمكنت المخابرات الماليزية من الوصول إلى المواطن الفلسطيني في غضون 24 ساعة من اختطافه وتأمين مغادرته.
وأشادت وزارة الداخلية الفلسطينية بجهود السلطات الماليزية في إنقاذ مواطن فلسطيني من سكان قطاع غزة، اختطفه جهاز الموساد الإسرائيلي في ماليزيا.
وقالت الوزارة، الثلاثاء، إنها تُقدّر "الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات الماليزية في إنقاذ مواطن فلسطيني من سكان قطاع غزة تعرض للاختطاف في ماليزيا من قبل الاحتلال الإسرائيلي على يد جهاز الموساد، بالإضافة لكشف أفراد خلية الموساد والعمل على ملاحقتهم".
واضاف بيان الوزارة: "وإذ نتوجه بالشكر للشرطة وللأجهزة الأمنية الماليزية، فإننا نستنكر هذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق أحد أبناء شعبنا الفلسطيني في ماليزيا، وندعو إلى محاسبة الفاعلين ومحاكمتهم"
وفي مايو/أيار من العام الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن دولة الاحتلال أعلنت الحرب على "حماس" في جميع أنحاء العالم. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إنهم سيطاردون كل قادة الحركة أينما كانوا.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن القوات الإسرائيلية ستستهدف قادة "حماس" ليس فقط في غزة، ولكن في إيران وقطر وتركيا وماليزيا.
وبحسب تقرير الموقع الماليزي، الإثنين، فإن عملية الموساد الأخيرة نفذها ماليزيون اعترضوا هدفين فلسطينيين مهمين، كلاهما من خبراء برمجة الكمبيوتر، بعد الساعة 10 مساءً بقليل، عندما كان الثنائي على وشك دخول سيارتهما، وسط كوالالمبور، بعدما تناولا العشاء في مطعم بسوق تجاري قريب.
وأضاف، وفقا للمخابرات الماليزية: "نزل 4 رجال من سيارة بيضاء وتوجهوا إلى سيارة الفلسطينيين وقاموا بجرّ السائق من داخلها إلى سيارتهم بالقوة".
وحذر المختطِفون، وفق المصدر ذاته، صديق المختطَف من الاقتراب، فركض لطلب المساعدة، وتمكن أفراد الأمن من تتبع السيارة التي توجهت نحو منزل ريفيّ.
وأفادت تلك المصادر بأن "عملاء الموساد الماليزيين أخطأوا في تحديد هوية الشخص المطلوب، فاعتقلوا شخصا آخر، وأن الموساد الإسرائيلي حقق مع الشاب الفلسطيني عبر الفيديو من تل أبيب، بشأن ارتباطه بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس".
ونقل الموقع عن مصدر مطلع على القضية أن ترك صديق المختطف يفلت، وفشل الخاطفين في تغطية وجوههم ولوحة السيارة، هو الذي ساعد على الوصول إليهم بسهولة.
وأفاد الموقع الماليزي بأن التحقيقات مع الخبير الفلسطيني تمّت تحت التعذيب، وتركزت حول خبرته في تطوير تطبيقات الحاسوب، ومدى تقدم حماس في مجال البرمجيات وتطويرها، وحول أعضاء في كتائب القسام.
وأصيب الضحية بجروح في رأسه ورجليه وأماكن أخرى من جسده، ورجحت الشرطة الماليزية التخطيط للتخلص منه بعد إنهاء التحقيق معه.
وتابع الموقع أنه عندما داهمت الشرطة الغرفة، كان الاستجواب مستمراً، وسُمع المحققون الإسرائيليون على الطرف الآخر من الخط، الذين أربكتهم الفوضى بعد اقتحام الشرطة، وهم يقولون: "مرحباً! مرحباً!" قبل إقفال الخط.
وكانت الشرطة الماليزية قد نشرت قبل نحو أسبوع تسجيلاً مصوراً لعملية اقتحام منزل تحصنت فيه عصابة اختطاف، ولم تشر الشرطة في تصريحاتها إلى عمليات تجسس إسرائيلية وهوية المستهدفين.
وقال موقع "نيو ستريتس تايمز"، الجمعة، إن 11 شخصًا، بينهم امرأة، يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة أو حتى الإعدام، بعد اتهامهم باختطاف رجل فلسطيني الشهر الماضي. واتهم هؤلاء باختطاف عمر ز.م. البلبيسي في العاصمة الماليزية، يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب الموقع.
وفي 21 نيسان/إبريل 2018، قُتل فادي محمد البطش (35 عامًا)، وهو أستاذ فلسطيني وعضو في حركة حماس، في إطلاق نار من سيارة مارة في العاصمة الماليزية.