أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة انتهت بانتصار عسكري وسياسي وإعلامي وأمني بشهادة دولية, داعياً لجعل النصر نقطة انطلاق لتحقيق الأهداف. وأوضح هنية خلال الحفل الختامي لمؤتمر "الحرب على غزة .. التداعيات وآفاق المستقبل" مساء الأحد، أن الحكومة الفلسطينية وحركة حماس استحضرت العديد من الاستراتيجيات للتعامل مع المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن الاحتلال سيشهد مفاجآت كبرى خلال المرحلة القادمة. وبين أن أولى الاستراتيجيات هي "الانتقال من مقاومة الاستنزاف والدفاع إلى مقاومة التحرير". وبيّن هنية أن هذه الاستراتيجية تتطلب أن يساهم فيها أكثر من مربع، في قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطينيي 48 ، والفلسطينيين في الشتات والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي. وقال: "آن الأوان لكي يستعيد الشعب دوره المفقود في مشروع المقاومة ، ولا بد أن يأتي اليوم الذي لا نرى فيه الختم الإسرائيلي على جواز السفر الفلسطيني" . [title]المصالحة وإنهاء الانقسام[/title] وأوضح هنية أن الإستراتيجية الثانية تتمثل في "تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الفلسطينية"، مؤكداً أن حكومته تحركت بهذا الاتجاه قبل الحرب الأخيرة وعززتها بعد الحرب بقرار العفو عن أنصار من حركة فتح سجنوا على خلفية أمنية. وأضاف: "سمحت الحكومة أيضاً بعودة مائة عنصر من كوادر حركة فتح من مصر , واستقبال وفد المجلس الثوري لحركة فتح في غزة ، والسماح بالمشاركة في انتصار غزة في الحرب الأخيرة ، والإسهام في إنجاح مهرجان انطلاقة حركة فتح ، وإبداء نوع من التفهم والتأييد في للدولة غير العضو على أساس عدم التفريط". ودعا هنية لرفض الضغط السياسي و"الرشاوى المالية" التي تستخدم لإعاقة تحقيق المصالحة الفلسطينية، قبيل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة. وأكد هنية أن حماس لا تريد أن يكون هناك "انكفاء" في جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، موضحاً أن المصالحة يجب أن تكون "ذات مصداقية، وقائمة على حماية الثوابت والمقاومة الفلسطينية ولا تفرط بها". [title]تعزيز العلاقات والانفتاح الدولي[/title] وبيّن رئيس الوزراء أن الحكومة الفلسطينية تسعى لتعزيز علاقتها بالمحيط العربي والإسلامي والانفتاح الدولي، مشيراً إلى غزة استقبلت بعد معركة "حجارة السجيل" الآلاف من القيادات السياسية والفكرية والمتضامين العرب والأجانب. ولفت إلى أن المؤتمر يأتي تتويجاً لهذا الانفتاح واستثماراً إيجابياً للنصر في "حجارة السجيل". وأشاد هنية بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي "الذين يخوضون معركة حقيقية مع العدو الإسرائيلي ساحتها الأمعاء الخاوية"، متوجهاً بالتحية والتقدير لذوي الشهيد عرفات جرادات الذي استشهد مساء أمس السبت في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأكد هنية على أن المقاومة قادرة على خطف المزيد من الجنود الإسرائيليين لتحرير الأسرى، قائلا: "إن الذي قام بخطف وأسر شاليط وتحرير الأسرى؛ قادر على أن يستمر في الخطف حتى نحقق حرية وكرامة أسرانا"، متعهداً بعدم التخلي عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.