بدأت في "نيويورك" الليلة الماضية سلسلة من الاتصالات السياسية والدبلوماسية المكثفة سعياً؛ لإيجاد صيغة متفق عليها قد تسمح باستئناف "المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية" ومنع التصويت على طلب فلسطيني لإقرار عضوية الدولة الفلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة. وفي هذا الإطار عقد وزير الحرب "ايهود براك" اجتماعاً لم يعلن عنه مسبقا مع رئيس حكومة فتح "سلام فياض". ، وبحث الجانبان مختلف القضايا السياسية والأمنية الراهنة وعلى رأسها توجه السلطة إلى الأمم المتحدة والصيغ المحتملة لاستئناف المفاوضات . واجتمع نائب وزير الخارجية الصهيوني "داني ايالون" هو الآخر مع فياض على هامش اجتماع الدول المانحة للسلطة الفلسطينية في "نيويورك"، وحثه مجدداً على التخلي عن التوجه إلى الأمم المتحدة مؤكداً أن (إسرائيل) تنتظرهم على طاولة المفاوضات. وأعرب عن ثقته بإمكان توصل الجانبين إلى حل وسط تاريخي إذا كانت هناك إرادة طيبة لدى الطرفين. حسب "أيالون". وحذّر "ايالون" من أنه إذا لم يتخل الفلسطينيون عن تحركهم في الأمم المتحدة فقد يمس ذلك بالمساعدات الاقتصادية المقدمة للسلطة الفلسطينية.وقال إن (إسرائيل) "ستضطر في مثل هذه الحالة إلى التصرف وفقاً لمصالحها الخاصة والتأكد من الحفاظ على الأمن والاستقرار". وأعرب نائب وزير الخارجية الصهيوني عن اعتقاده بأن التحرك الفلسطيني لم يتجاوز بعد نقطة اللا رجعة. ويتوجه رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" الثلاثاء إلى "نيويورك" حيث يجتمع الأربعاء مع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما". وسيلقي نتنياهو كلمة (إسرائيل) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل بعد خطاب رئيس السلطة في الضفة "محمود عباس". وعقد في "نيويورك" الليلة الماضية اجتماع لممثلي اللجنة الرباعية الدولية في محاولة لإيجاد صيغة أخرى لحظة استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. ولم تتسرب أي معلومات من هذا الاجتماع بينما ذكر مسؤول أمريكي أن أعضاء الرباعية الدولية سيعودون إلى الاجتماع كل يوم خلال هذا الأسبوع. وقالت مصادر سياسية صهيونية بدورها أنها لا تعلق آمالاً كبيرة على جهود الرباعية الدولية وأعربت عن اعتقادها بأن عباس سيتوجه إلى مجلس الأمن بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولكنه قد يمتنع عن طرح مبادرته للتصويت عليها تجنباً لحدوث مواجهة مع الولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالصيغ المتداولة لاستئناف المفاوضات أشارت المصادر إلى أن (إسرائيل) لن توافق على أن تقتصر المفاوضات على أمور تتعلق بالحدود وتجميد الاستيطان فقط إذ يجب أن تتناول جميع القضايا العالقة. كما تصر حكومة الاحتلال على ضرورة الاعتراف بها كالدولة القومية للشعب اليهودي والاتفاق على إنهاء النزاع. هذا والتقت وزيرة الخارجية الأميركية "هيلاري كلينتون" الليلة الماضية بمسئولة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي "كاترين اشتون" لبحث التحرك الفلسطيني لدى الأمم المتحدة. وقال مسئول أميركي:"إنه تم خلال الاجتماع بحث السبل الكفيلة بإعادة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات. ومن جانبه عقد مبعوث اللجنة الرباعية "طوني بلير" لقاءً منفرداً مع السكرتير العام للأمم المتحدة "بان كي مون" علما بأن عباس سيلتقي بالسيد "بان" الاثنين.