يأمل الاحتلال الإسرائيلي، بعدم إلغاء النوايا البريطانية التي كشفت عنها رئيسة الحكومة المستقيلة ليز تراس، بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وزعمت أوساط سياسية إسرائيلية أن تراس، التي استقالت بصورة مفاجئة بعد 44 يوما فقط من تنصيبها، أصدرت تعليماتها قبيل استقالتها للبدء في دراسة جدوى نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وإقامتها في حي الطالبية، الذي سيطرته عليه بريطانيا منذ عقود عديدة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت، نقل عن ذات الأوساط الإسرائيلية أنه "كجزء من الجهود البريطانية، فقد زار ممثلون عنها المنطقة المذكورة، وفحصوا عن كثب ما إذا كان يمكن استخدامها لإنشاء سفارة مستقبلية، ورغم أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد في لندن لنقل السفارة، لكن هذا السلوك الميداني يهدف لتمهيد الطريق لتلك الخطوة، في حال تم اتخاذها في أي لحظة".
وأضاف في تقريرأن "تراس سبق لها أن أبلغت نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد خلال لقائهما في نيويورك في سبتمبر أنها تدرس هذه الخطوة على غرار قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونقل متحدث باسمها أنها أبلغت لابيد بالبحث عن الموقع المرشح للسفارة البريطانية في القدس المحتلة، رغم أنها تتفهم أهمية وحساسية هذه القضية، مما حدا لابيد لنشر تغريدة شكر فيها تراس، ووصفها بالصديقة العزيزة، لأنها تفكر بإيجابية بنقل سفارة بلادها للقدس المحتلة".
وأشار أن "تراس خلال حملتها قبيل تنصيبها رئيسة للحكومة أعلنت أنها ستفكر بنقل السفارة البريطانية إلى القدس، وقال مسؤول سياسي كبير إن إسرائيل ستكون سعيدة للغاية إذا فعلت بريطانيا ذلك، زاعما أن هذا سيكون ممكناً، لكن الفرح قد يكون سابق لأوانه، فيما قدّر كبار المسؤولين في "إسرائيل"، حتى قبل استقالة تراس، أن فرص نقل بريطانيا لسفارتها إلى القدس ضئيلة للغاية، لأن بريطانيا لديها مصالح كبيرة في العالم العربي والإسلامي، ومثل هذه الخطوة قد تضر بها بشكل خطير".
وأوضح أن "وزارة الخارجية البريطانية وعوامل أخرى في المملكة ستستخدم حق النقض ضد هذه الخطوة، مما قد يجعل من كلام تراس السابق في آذان لابيد ليس سوى ترديدا لما أعلنته في حملتها الانتخابية، لكنها قد لا تلتزم حقًا بذلك، فيما أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن مثل هذا الفحص للموقع المرشح للسفارة يجري بالفعل، بزعم التأكد أننا في أفضل وضع لتعزيز المصالح البريطانية في إسرائيل".
تجدر الإشارة أن الموقع المذكور أنشأت فيه بريطانيا بداية القرن العشرين معسكرًا عسكريًا يسمى مجمع "ألباني" في منطقة حي أرنونا، وبعد مغادرتها فلسطين المحتلة، تم نقل معظم المجمع إلى دولة الاحتلال بموجب اتفاق ثنائي، حيث يضم داخله منطقة مخصصة للحكومة الأمريكية يفترض أن تقام فيها السفارة الأمريكية على مساحة 30 دونمًا، مع بقاء مساحة أخرى تابعة للمملكة المتحدة، لديها قنصلية في حي الشيخ جراح يستخدمها الفلسطينيون بشكل أساسي.