اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن قرار استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية جاء في إطار السعي للتأكد من أن "العرض مناسب للطلب".
جاء ذلك في رد لبرايس على سؤال بشأن تعليقه على انتقاد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية "للتلاعب بالأسواق".
وقال برايس خلال مؤتمر صحفي: "ليس لدي تعليق على ذلك... لقد كان اقتراحنا دائما هو أن العرض يحتاج إلى تلبية الطلب، وفي النهاية، أعلن السعوديون ومجموعة (أوبك بلس) عن خفض الإنتاج".
وتابع: "الرئيس (الأمريكي جو بايدن) اتخذ خطوات قبل الإعلان لتوضيح أننا سنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن العرض مناسب للطلب، وجزء من ذلك يتعلق بالإنتاج المحلي، وبالاستفادة من احتياطي النفط الاستراتيجي، وبالعمل عن كثب مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم".
وفي وقت سابق، انتقد وزير الطاقة السعودي قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، سحب 15 مليون برميل إضافية من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي، معتبرا أن ذلك بمثابة "تلاعب بالأسواق"، في آخر حلقات الخلاف مع واشنطن المرتبط بخفض إنتاج النفط.
وقال عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض: "الناس يستنزفون احتياطياتهم الاستراتيجية، استنزفوها، يستخدمونها كأداة للتلاعب بالأسواق فيما غرضها الرئيسي كان تخفيف نقص المعروض" النفطي.
وتابع نجل العاهل السعودي الملك سلمان: "لكن من واجبي العميق أنّ أوضح للعالم أن فقد الاحتياطي الاستراتيجي قد يكون مؤلما خلال الأشهر المقبلة".
ولم يذكر الوزير السعودي صراحة الولايات المتحدة خلال كلمته، لكنها تأتي بعد أقل من أسبوع من قرار الرئيس جو بايدن سحب 15 مليون برميل إضافية من النفط من احتياطيها الاستراتيجي في محاولة لخفض أسعار الذهب الأسود.
واعتبر المسؤول السعودي أن أزمة الطاقة الحالية "قد تكون الأسوأ"، وأن بلاده تتواصل مع العديد من الحكومات الأوروبية بشأنها ولضمان تلبية احتياجاتها.
وأكد أن المملكة هي أكثر مورد للنفط يمكن الاعتماد عليه، لافتا إلى أن صادرات شركة أرامكو إلى أوروبا بلغت 950 ألف برميل نفط في أيلول/ سبتمبر الماضي.
والأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي عن إطلاق 15 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، في محاولة لتخفيف حدة ارتفاع أسعار الطاقة وتصاعد معدلات التضخم.
ووصل المخزون النفطي الطارئ إلى أدنى مستوى له منذ يونيو/ حزيران 1984، حيث انخفض بمقدار الثلث تقريبًا منذ أن تولى بايدن منصبه في يناير/ كانون ثاني 2021.
وفي رد على الانتقادات السعودية لقرار بايدن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين، إن الرئيس الأمريكي "يواصل التفكير بشكل استراتيجي في ماهية عملية المراجعة وكيف نمضي قدما في هذه العلاقة"، لكنها أضافت أن البيت الأبيض لاحظ الخطوات الأخيرة التي تظهر وقوف السعودية إلى جانب أوكرانيا.
وتابعت: "لاحظنا منذ خفض "أوبك بلس" لإنتاجها أن السعودية صوتت ضد روسيا في الأمم المتحدة وتعهدت أيضا بتقديم 4 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار أوكرانيا، ورغم ذلك فإن هذه الخطوات لا تعوض عن خفض إنتاج النفط، لكنها جديرة بالملاحظة".
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض: "سنراقب ما ستفعله المملكة خلال الأسابيع المقبلة، وسنبلغ مشاوراتنا ومراجعتنا".
وتعتبر تصريحات المتحدثة أكثر تصالحية من التصريحات السابقة للإدارة الأمريكية، التي اتهمت السعودية بمحاولة "التلاعب" عن طريق اتخاذ قرار خفض إنتاج النفط.