تختلف أسعار زيت الزيتون من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، ففي الوقت الذي يتم فيه شراء "تنكة" الزيت في بعض المدن بـ 400 شيكل، فإنّ سعر الزيت بنفس الكمية في بيت جالا شمال غرب بيت لحم يساوي ثلاثة أضعاف هذا المبلغ.
وفي الوقت الذي يباع فيه كيلو الزيت في معظم المناطق من 22-25 شيكل، فإن سعر الكيلو منه في بيت جالا يصل من 60-70 شيكل.
ووفقا لخبير الزيتون الفلسطيني، المهندس فارس الجابي، فإن هذا الفارق الكبير في الأسعار يعود إلى "السبب الديني"، مقارنة ببعض المناطق في فلسطين.
وذكر الجابي أنه منذ سنوات طويلة "ذاع صيت" زيت بيت جالا، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعره من سنة لأخرى.
وأكد أن الفحوصات المخبرية التي أجريت على زيت بيت جالا، أثبتت بأنه لا يختلف في عضويته ومركباته كثيرا عن الزيت في باقي مناطق فلسطين، خصوصا وأن التربة والطقس وجميع العوامل المؤثرة هي ذاتها.
بدوره، يرى رامز عبيدو مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة الفلسطينية، أن الطلب الكبير على الزيت في مناطق جنوب ووسط الضفة الغربية وقلة المساحات المزروعة في الوسط والجنوب، هو ما يرفع سعره مقارنة بشمال الضفة التي يرتفع فيها العرض.
وبحسب عبيدو، فإن أذواق المستهلكين ارتبطت منذ سنوات طويلة بزيتٍ من قرية أو بلدة معيّنة دون غيرها، مشيرا الى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن زيت هذه المنطقة هو الأجود مقارنة بمنطقة ينخفض فيها سعر تنكة زيت الزيتون.
وأوضح أن المستهلك في أغلب الأحيان، لا يفحص جودة الزيت من حيث كثافته ودرجة الحموضة المثالية فيه وإنّما يتبع "صيت" زيت منطقة جغرافية على حساب أخرى.
ونفى وجود علاقة بين المنطقة الجغرافية وجودة الزيت، لافتا إلى أن ما يحدد الجودة يتمثّل في اتّباع الخطوات الصحيحة أثناء الموسم من القطف والجمع مرورا بالعصر، ووصولًا إلى ظروف التخزين.
وأشار إلى أن سعر تنكة الزيت في بيت جالا وصل إلى 1200 شيقل، مبينا أن ذلك يعود الى ما اسماها "قدسية الزيتون" الذي كان مزروعا على أراضي الكنائس والأديرة منذ القِدم.