أكدت صحيفة عبرية، أن حصار جيش الاحتلال لمدينة نابلس الذي دخل يومه الـ18 على التوالي، ساهم بشكل كبير في زيادة التأييد الشعبي الفلسطيني لمجموعة "عرين الأسود" التي تنشط في نابلس وتدافع عن شعبها ضد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت صحيفة "هارتس" العبرية، في مقال نشرته للصحفي جاكي خوري، أن التواجد الكثيف لقوات الاحتلال عند المدخل الغربي لمدينة نابلس هذه الأيام، لم يظهر منذ الانتفاضة الثانية؛ عدد كبير من الجنود، حواجز، أكوان تراب في الشوارع لإغلاقها، إلى جانب اشتباكات مسلحة وشهداء وجنازات حاشدة.
وذكرت أن قوات الاحتلال تحاصر نابلس منذ نحو أسبوعين وتمنع المواطنين من القرى القريبة من الوصول إليها، حتى وصلت لحالة "شلل كامل"، وهي العاصمة الاقتصادية الفلسطينية، حيث ظهرت العديد من الشوارع فارغة تماما.
ونبهت بأن سكان نابلس يعتبرون حصار مدينتهم من قبل الاحتلال لا علاقة له بـ"خطوات أمنية وإنما هو عقاب جماعي هدفه إخضاع سكان نابلس".
وأكد ياسين دويكات، من الغرفة التجارية في نابلس، أن "سياسة العقاب الجماعي لن تؤدي إلى التهدئة والاستقرار، صحيح هناك ضغط اقتصادي كبير على التجار، ولكن إذا اعتقدوا أنه بعد الذي شاهدناه في هذا الأسبوع (عملية الجيش الإسرائيلي وقتل نشطاء عرين الأسود)، بأن هذا سيقود إلى توجه معاكس فهم مخطئون".
وأضاف: "أمام عدوانية المستوطنين؛ هل فكر أي أحد بإغلاق مستوطنة أو وضع أكوام التراب والحواجز؟ بالتأكيد لا، هم بشكل عام مستوطنون ونحن أصحاب المكان ولسنا غزاة".
وأشارت إلى الحشود الكبيرة التي شاركت في جنازة الشهداء الذين قتلوا خلال اقتحام جيش الاحتلال لقلب مدينة نابلس قبل أيام، منوهة إلى أن "الانتقال في المدينة من الصخب إلى الهدوء كان حادا، حيث اشتعلت المدينة بالمواجهات وإطلاق النار".
كما أوضح أبو عماد الحواري، وهو صاحب محل للملابس في وسط المدينة، أنه "يجب على إسرائيل أن تفهم؛ أنه لا يمكن تجاهل واقع الاحتلال بكل تداعياته".
وخلصت "هآرتس"، إلى أنه رغم الإجراءات الإسرائيلية وحصار نابلس ووضع الحواجز وقتل نشطاء المقاومة، إلا أن "تأييد "عرين الأسود" يزداد من يوم لآخر".