21.12°القدس
21.01°رام الله
19.97°الخليل
23.52°غزة
21.12° القدس
رام الله21.01°
الخليل19.97°
غزة23.52°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

الجعبري.. صدق الوعد وأوفى بقسم الياسين وترجّل شهيداً

غزة - فلسطين الآن

توافق اليوم الذكرى العاشرة لاستشهاد قائد أركان المقاومة الفلسطينية، نائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري، الذي قضى شهيدًا بقصف سيارته وسط مدينة غزة في الرابع عشر من نوفمبر 2012، وتندلع على إثرها معركة حجارة السجيل، وترد المقاومة على عدوان الاحتلال بقصف "تل أبيب" لأول في تاريخ الصراع.

 أفنى الجعبري حياته في العمل على تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب القسام، والعمل من أجل حرية أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال.

قبل عامٍ فقط من استشهاد قائد أركان المقاومة الشهيد أحمد الجعبري خلّد التاريخ المحطة الأخيرة من صفقة وفاء الأحرار والتي ظهر فيها الجعبري ممسكًا بالجندي الصهيوني الأسير بغزة جلعاد شاليط قبل لحظات من إتمام الصفقة وتسليمه للوسيط المصري، هذه الصورة التي لا يمكن أن تغيب عن أذهان أبناء شعبنا وأمتنا والتي تمثل النصر المؤزر الذي ختم الجعبري حياته بها.

الأسرى أولويته

الجعبري الذي قضى أكثر من 13 عاماً أسيرًا داخل سجون الاحتلال، منذ لحظة الإفراج عنه بدأ رحلة طويلة من السعي إلى تحرير الأسرى، بدءًا من توليه مسؤولية دائرة شؤون الأسرى في حركة حماس، وتأسيس جمعية النور لرعاية الأسرى والشهداء وذويهم.

لم يكن اهتمام الجعبري محصورًا في قضية الأسرى وحسب، بل كان له في كل ميدان بصمة، فهو أحد أصحاب الدور البارز في تأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى جانب القائد العام للكتائب المجاهد محمد ضيف، والشيخ صلاح شحادة، وذلك قبل أن تعتقله السلطة الفلسطينية عام 1998م.

أسر شاليط

كان الشهيد أبو محمد الجعبري أحد المشرفين المباشرين على عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو 2006م خلال اقتحام المقاومة لأحد المواقع العسكرية الصهيونية شرق رفح جنوب قطاع غزة عبر نفق أرضي في عملية "الوهم المتبدد".

في اليوم الذي تلا عملية أسر شاليط، احتل اسم الجعبري عناوين الأخبار والصحف الصهيونية، حيث اتهمه الاحتلال بالوقوف وراء عملية الأسر، وبات يعرف فيما بعد "برئيس أركان المقاومة"، فيما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "رجل حماس" القوي المسؤول عن اختطاف شاليط.

أسندت قيادة كتائب القسام وعلى رأسهم القائد الكبير محمد الضيف والشهيد القائد أبو محمد الجعبري إلى وحدة الظل القسامية تولي مسؤولية الاحتفاظ بالجندي جلعاد شاليط في قطاع غزة لخمس سنوات، وأفشلت كل محاولات الاحتلال وأعوانه للوصول إليه أو تحريره، وأرغمت الاحتلال على الرضوخ لشروط القسام وبدء التفاوض غير المباشر.

مهندس الصفقة

ظهر دور القائد الشهيد أبو محمد الجعبري جلياً في عملية التفاوض غير المباشرة مع الاحتلال، وأدارها بكل حكمة عالية وكان صاحب نفس طويل ورباطة جأش كبيرة، فأصر الجعبري على شروط المقاومة خلال عملية التفاوض، وتمكن من انتزاع أكبر قدر من المطالب التي وضعتها المقاومة مسبقاً.

وتوجت جهود الجعبري بإبرام صفقة تبادل أسرى والتي أُفرج فيها عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا على دفعتين مقابل الإفراج عن الجندي شاليط، في أبهى صورة لانتصار المقاومة على الاحتلال ليسجل إنجازًا غير مسبوق في تاريخها.

وفور تسليمه الوسيط المصري للجندي جلعاد شاليط، توجه القائد الشهيد أحمد الجعبري لاستقبال إخوانه الأسرى الذين أُطلق سراحهم بعد إيفائه بالوعد الذي قطعه على نفسه.

وعن لحظة اللقاء، تقول الأسيرة المحررة أحلام التميمي: "لقد استقبلنا القائد أبو محمد الجعبري بدموعه، وبدأ يحتضن الأسرى واحدًا تلو الآخر، حتى وصل إليّ ووقف أمامي وهو يبكي ويقول: "الآن تحقق حلمي يا أحلام بخروجك من السجن.. أنا الآن سألاقي ربي وأنا مرتاح".

وبعد أن أوفى الجعبري بوعده للأسرى، ما زالت حركة حماس ماضية على دربه، وفية لأسرانا الأبطال، مؤكدة أن تحريرهم على رأس أولوياتها، وأن موعد الحرية بات قريبا.

ووفاءً منها للقائد الكبير أحمد الجعبري كشفت كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول عن صاروخ J80 والذي أسمته تيمنًا بالقائد الجعبري، وتحدت الاحتلال ومنظوماته الأمنية والعسكرية من اعتراض هذا الصاروخ وهو في طريقه إلى تل أبيب، ليستمر بذلك جهاد قائد الأركان بعد استشهاده.

المصدر: فلسطين الآن