عبر عقود مضت شكّلت الحركة الطلابية الفلسطينية رافدا مهما من روافد الانتفاضات الفلسطينية في وجه الاحتلال والظلم، والتي جمعت بين الوعي الجمعي المقاوم وبين الثورة والنهضة.
عماد التغيير
قالت الناشطة السياسية إسراء خضر لافي، إن عِماد كل تغيير وحركة وثورة، في أي مجتمع هم الشباب الطامحين لحياة أفضل، والرافضين لواقع لا يمثل شيئًا من آمالهم.
وأوضحت لافي أنه في الحالة الفلسطينية فإن حالة الاحتلال وما تولده من استنزاف وعدم استقرار، وحالة الدولة الوهمية التي تضغط على وعي الشباب؛ بين الحالتين فإن وعي طلبة الجامعات بأن هناك ما يُجب أن يُصحح كمسار وكهدف، وحده الكفيل بإذكاء الحالة الثورية.
وأشارت إلى أنه قد لا يملك شباب الجامعات زمام المبادرة، ولا يقدحون الشرارة، ولكنهم يملكون صناعة الزخم، ويسهمون في التمدد أفقيًا للفكرة، ولحالة الغليان.
وقالت لافي إنه في الحالات السابقة كحروب غزة 2009 و2012 و2014 و2021، وأحداث القدس في 2014 و2015، ثم في أحداث بابي الأسباط 2017، والرحمة 2019؛ في كل مرة كانت هناك بصمات واضحة للحركة الطلابية في الجامعات، سواء بمبادرة فردية، أو باحتضان وقيادة الأطر الطلابية، وجامعة بيرزيت نموذج واضح على ذلك.
تحجيم الدور الطلابي
أكدت لافي على أن تحجيم دور الأطر الطلابية هو التفاف على وعي الشباب، ومحاولة تقليم، والطبيعي أن ينطلق الطلبة من القضايا الخدمية والاجتماعية إلى الساحة الثقافية والسياسية، فإن لم يفعلوا فهذه دلائل على ضعف.
وتابعت: "ربما في مرحلة ما قد يكون مؤشرًا لتحول، ولكن ما دام الاحتلال قائمًا فسيبقى الموقف منه هو المؤشر الذي يصحح المسار، ويعيد التوازن للشباب الفاعلين وأدوارهم".
من جانبه، لفت الناشط السياسي ثامر سباعنة إلى أن الحركات الطلابية تم تغييبها عن الميدان والفعل الفلسطيني، من خلال الاعتقال السياسي أو الملاحقات والتضييق إضافة الى الاعتقالات من قبل الاحتلال.
ودعا سباعنة إلى حراك طلابي حقيقي يتناسب مع الاحداث في الضفة الغربية، بحيث تأخذ الحركة الطلابية دورها الريادي والقيادي وتوسيع آفاق العمل الطلابي، بحيث لا يقتصر على حدود الحرم الجامعي، بل يتعداه إلى القاعدة الشعبية الجماهرية انطلاقاً من أن الحركة الطلابية هي حركة مجتمعية تقود المجتمع نحو آفاق جديدة.
وشدد على ضرورة تفعيل الدور النضالي الوطني للحركة الطلابية في الداخل والشتات، بما يساند صانع القرار ومتخذه على تنفيذ هذه البدائل، واقتراح ووضع خطط مساندة تُعنى بالعمل الجاد لإحياء تاريخ الحركة النضالي الطويل.