أبهرت دولة قطر الشقيقة العالم العالم بالتنظيم الكبير، والإعداد المتقن المبدع، والراقي لكأس العالم، والمسؤولية الكبيرة التي أخذتها على عاتقها دولة قطر في تنظيم كأس العالم نسخة 2022 على أرضها، فهي منذ سنوات لهذا الحدث الرياضي العالمي؛ وقطر تجهز نفسها، وأرضها، وتجهز بنيتها التحية من طرق، ومحطات، وجسور، ومساحات خضراء، وملاعب كبيرة، وغيرها من التجهيزات اللوجستية، والتقنية الحديثة، لإنجاح فعاليات هذا الحدث العالمي الكبير.

إن أكثر ما ميز النسخة العربية للمونديال تمثل في الأصالة، والعراقة، وإسلامية هذا القطر العربي النبيل، حيث أبهرت قطر  العالم في هذا المونديال الذي افتتح بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشاب المبدع المعجزة القارئ القطري المعجزة من ذوي الاحتياجات _ غانم المفتاح،  وهي لأول مرة في تاريخ بطولة كأس العالم يتم الافتتاح بآية قرآنية، بقوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وهي آية تحمل الكثير من المعاني والمبادئ، والتعاليم الاسلامية السامية والراقية وفي العلاقات بين الشعوب والأمم، وتبعث بالكثير من الرسائل الكبرى، وتدعو للتعارف بين الناس والتآخي الألفة والمودة.

إن التجهيزات الواسعة والترتيبات القطرية الكبيرة لكأس العالم أبهرت العالم كله، وغيرت لدى

الكثير من القناعات حول قدرة دول عربية على استضافة كأس العالم؛ حتى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أعرب عن تقديره لدولة قطر على التجهيزات الكبيرة والواسعة لهذه البطولة وتسخيرها كل الامكانيات واللوجستيات، والدعم المطلوب لانجاحها.

لقد شرفت هذه البطولة الكبيرة العرب والرياضين العرب، وشرفت الكرة العربية بهذا الأداء العربي الرائع الأصيل، وهذه الترتيبات الكبيرة والراقية التي شهدتها البطولة في دور المجموعات؛ حيث يقول المشجعون والرياضيون عبر منصات التواصل الاجتماعي: "  لعبة كرة القدم رياضة تُجمِّع ولا تُفرِّق الشعوب؛ وقد عايشوا عن قرب وفي مدرجات الملاعب القطرية، هذه المعاني والمبادئ الانسانية السامية؛ وقد اعترف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (نويل لو غرايت)، في تصريحات إذاعية، بأن دعوات مقاطعة مونديال قطر لم تنجح وباءت بالفشل الذريع، والدليل على ذلك امتلاء مناطق المشجعين بالآلاف ممن أتوا لمتابعة مباريات المونديال؛ وكشف الاتحاد الدولي لكرة القدم  "فيفا"  في تقرير له عن أرقام أولية قياسية، تخص عدد مشاهدي مونديال قطر عبر شاشات التلفزيون،  وهو ما أظهرته الأرقام الأولية لمستوى متابعة المباراة الافتتاحية، إذ تبيّن أن هناك زيادة في عدد المشاهدين مقارنةً بالمباراة الافتتاحية لمونديال روسيا قبل أربع سنوات.

إن النسخة العربية للمونديال في دولة قطر الشقيقة أبهرت العالم، وفرضت الأصالة، والالتزام والروح الاسلامية العربية العريقة؛ ولم تستقبل طائرات المثليين والطائرات القدمة من الكيان الصهيوني، وأكدت خلال المونديال على الثقافة العربية، حيث تراجع قائد منتخب هولندا عن وضع شارة "المثليين" على يده، وبرفقته قادة حوالي 9 منتخبات أخرى تراجعوا عن ذلك، وكذلك أخفت وزيرة خارجية ألمانيا شارة المثليين؛ هذا نموذج بسيط شاهدناه خلال مونديال العرب.

لقد أبدعت دولة قطر الشقيقة العالم بحفل افتتاحها للمونديال، وتنظيمها الفريد والرائع باعتراف لاعبين أقوى المنتخبات الإروبية حيث أكدوا أنهم لم يعيشوا أجواء راحة، ورفاهية خلال المونديالات السابقة، وهذه هي المرة الأولى التي يستمتعوا فيها بهذا القدر من الاهتمام والرعاية.

أوجه في مقالي تحية اكبار لدولة قطر الشقيقة التي فرضت معالم الاسلام وتقاليدها وأصولها والثقافة العربية؛ بل وحدت قطر العرب عبر التأزر والتلاحم العربي على مواقع التواصل الاجتماعي المساند لقطر والدول العربية المشاركة.

وقد أعربت الكثير من الدول عن تقديرها لدولة قطر على هذا التنظيم الكبير والرائع، منها جمهوية مصر العربية التي هنأ رئيسها دولة قطر على هذا التنظيم المبهر والمشرف للبطولة، الذي سيبقى محلّ فخر واعتزاز لكلّ عربي،وإنجازًا تاريخيًا كبيرًا؛ فيما عبرت تركيا عن تقديرها واتعزازها بالتنظيم القطري لكأس العالم؛ قائلة أن قطر قدّمت رسائل إنسانية وحضارية تعزز التقارب بين الشعوب والثقافات في العالم أجمع، وجمعت بين عبق الشرق بنكهة قطرية مميزة إلى جانب عروض مبهرة تخللتها معانٍ ركزت على الوحدة والتعايش والاحترام المتبادل، وهنّأ ملك الأردن، عبد الله الثاني، أمير قطر على "فعاليات الافتتاح الجميلة" للمونديال، واصفًا الأمر بأنه "إنجاز"؛ فيما توالت رسائل التقدير على قطر من كافة الدول والبلدان .

ونحن في فلسطين نبرق بالتحية الكبيرة لدولة قطر الشقيقة ونهنئها على هذا النجاح الباهر في المونديال حيث شرفت دولة قطر الشعوب العربية بهذا التنظيم والتجهيز والإعدادات الكبير، ورفعت اسم العرب عاليا في سماء الرياضة العالمية، وأثبت للقاصي والداني قدراتها على تنظيم مثل هذه الفعاليات والمناسبات العالمية الكبرى، وتوفير كافة الامكانات اللازمة لانجاحها.

                               إلى الملتقى