بينما يزداد التوتر الإسرائيلي الروسي حول الموقف من الحرب الدائرة في أوكرانيا، فقد كشفت أوساط عسكرية في تل أبيب أن وفدا من العسكريين الأوكراني، من بينهم ضابط رفيع المستوى في الجيش، وصل دولة الاحتلال في الأيام الأخيرة لعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في جيش الاحتلال ووزارة الحرب، وقد ظلت الزيارة السرية تحت الرادار في الأيام الأخيرة لتجنب المزيد من التوترات مع الروس.
موريا فالبيرغ المراسلة السياسية للقناة 13 العبرية، أكدت في نشر أول أنه "منذ أكثر من تسعة أشهر، منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تحاول إسرائيل السير بين الشقوق، والحفاظ على العلاقات مع الجانبين، لكن الزيارة السرية لوفد عسكري أوكراني إلى تل أبيب شكلت تحولا في الموقف الإسرائيلي، مع العلم أن الاحتلال حاول التزام الصمت تجاه الزيارة، حتى لا يثير التوترات الموجودة بالفعل مع الروس".
وأضافت أن "الزيارة قام بها وفد أوكراني مؤلف من عسكريين، بمن فيهم عضو كبير جدًا في الجيش الأوكراني الذي يعادل في الواقع أحد نواب رئيس الأركان لدى جيش الاحتلال، وقد وصلوا إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة لعقد سلسلة من الاجتماعات مع نظرائهم في جيش الاحتلال ووزارة الدفاع في تل أبيب، والهدف الرسمي من الزيارة هو الترويج لبناء أنظمة إنذار ضد الحرب، وإرسال صواريخ أعلنت إسرائيل أنها ستنقلها إلى أوكرانيا".
وأشارت إلى أن "الأوكرانيين من جانبهم يريدون المزيد من الدعم العسكري الإسرائيلي، وقد أظهروا في زيارتهم هذه أنهم مهتمون بالحصول على أسلحة من إسرائيل، لكن مصدرًا في تل أبيب أوضح أنه لا تغيير في سياستها حتى الآن، ورغم أن الزيارة بقيت تحت الرادار في الأيام الأخيرة لتجنب المزيد من التوترات مع الروس، لكن لم يصل أي رد من السفارة الأوكرانية ووزارة الحرب على استفسارات القناة".
تكشف هذه الزيارة السرية أن دولة الاحتلال في الطريق لأن تكون أكثر تورطا في أتون الحرب الدائرة في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، مع تصاعد الدعوات الإسرائيلية الداخلية المطالبة بدعم الأخيرة عسكرياً، ولو بصورة سرية، أمام القلق المتصاعد من إمداد إيران لروسيا بالمسيّرات والقدرات القتالية، وطلب أوكرانيا من الاحتلال رسميا توفير أنظمة دفاعية ضد هجمات الصواريخ والطائرات دون طيار الإيرانية، وسط إبداء قلقه للغاية من التعاون العسكري بين موسكو وطهران.
التسريبات الإسرائيلية كشفت في الأيام الأخيرة أن مضمون طلب الدعم الأوكراني يشمل الحصول على منظومات محددة أهمها نظام "الشعاع الحديدي، باراك 8، باتريوت، القبة الحديدية، مقلاع داود، والسهم"، وتدريب المشغلين الأوكرانيين، صحيح أن دولة الاحتلال أعلنت أنها ستواصل دعم أوكرانيا وفق "حدودها"، لكن سجلها طويل في تقديم المساعدة العسكرية لدولٍ "بعيدا عن الرادار"، رغم أن ذلك يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن ما يحصل في الحرب يمثل لها معضلة فعلية.
لا يخفي الاحتلال أنه إذا دعم أوكرانيا بالأسلحة المطلوبة، فسيكون من المؤكد أن روسيا ستردّ بتقليص، أو على الأقل تعطيل حرية عمل الجيش الإسرائيلي في سوريا ولبنان، وستكون النتيجة زيادة في التهديد الإستراتيجي للجبهة الداخلية الإسرائيلية، مما يعني تورط الاحتلال في صراع مع قوة عالمية، مما يجعل ترتيب أولويات الاحتلال على النحو التالي: أولاها حرية عمل الجيش في سوريا، وثانيها الرغبة بمساعدة أوكرانيا.