توقع سياسيون مصريون أن تشتعل انتفاضة فلسطينية ثالثة عما قريب، مؤكدين أنها ستكون عنيفة لن تبقي ولن تذر، داعين إلى أخذ الحيطة والحذر من حكومة الاحتلال الجديدة التي تضمر الشر للشعب الفلسطينى، وتسعى لإبادته عن بكرة أبيه.
ويرى الكاتب والأديب المصري محمد سلماوي، أن التوتر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بات ينبئ بانطلاق عمليات مقاومة واسعة النطاق قد تشكل انتفاضة جديدة.
وأجمع الغالبية العظمى على أن المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية باتت طوق النجاة الآن، ولا سبيل سواها.
وأضاف سلماوي في مقاله بصحيفة الأهرام أن رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق تامير هيمان حذر صراحةً من أن هناك دلائل واضحة على قرب اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، مؤكدا أن المشهد الفلسطينى الذي يزداد توترا مع كل يوم جديد قد ينفجر فى أى لحظة.
وقال إن الآونة الأخيرة شهدت تصاعدا فى عمليات المقاومة الفلسطينية والتى كان آخرها ما وقع فى القدس من انفجار أدى إلى مقتل إسرائيلى وإصابة العشرات، بالإضافة لعملية اختطاف جثة الجندى الإسرائيلى التى وقعت فى مخيم جنين، وذلك ردا على انتشار الاعتداءات الوحشية ضد الفلسطينيين، حيث شهدت مدينة الخليل اقتحام آلاف المستوطنين اليهود للحرم الإبراهيمى واعتداءهم على سكان المدينة من الفلسطينيين فى وحشية غير مسبوقة، وتتسم العمليات الفلسطينية الأخيرة بتركيزها على قوات جيش الاحتلال فى المقام الأول ثم المستوطنين الذين تصاعدت اعتداءاتهم على المدنيين الفلسطينيين فى الآونة الأخيرة، فخلال الشهر الأخير فقط تم تسجيل ٨٤ اعتداء للمستوطنين على مدينة نابلس وحدها، كما تعرضوا لبعض السيارات الفلسطينية غرب مدينة رام الله.
وقال سلماوي إن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التى جرت فى أوائل شهر نوفمبر الحالى جعلت نتنياهو يجيء هذه المرة مدعما بقوى اليمين السياسى الإسرائيلى وبالأحزاب الدينية المتشددة والأحزاب التى تمثل المستوطنين اليهود، وفى مقدمتها حزب عوتسما يهوديت الذى يرأسه إيتمار بن غفير الذى يدعو لترحيل الفلسطينيين من فلسطين، بل يطالب علنا بإبادة من يبقى منهم فى البلاد، وحزب شاس الذى يمثل اليهود المتدينين الشرقيين، وحزب يهوديت هاتوراه الذى يمثل اليهود المتدينين الغربيين.
وخلص سلماوي إلى أن مشاركة مثل هذه الأحزاب المتشددة فى الوزارة التى يجرى نتنياهو الآن المشاورات الخاصة بتشكيلها، سيؤدى إلى المزيد من عمليات العنف ضد الفلسطينيين التي شهدناها فى الآونة الأخيرة من خلال زيادة عمليات السطو على الأراضى والتوسع فى إقامة المستوطنات فى الأراضى المحتلة، وتنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال للمواطنين الفلسطينيين، وهو ما سيكون من شأنه الإسراع باندلاع الانتفاضة الفلسطينية المرتقبة.
كلهم في التطرف سواء
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي مسعود الحناوي إن من حق الفلسطينيين أن يقلقوا من تطور الأوضاع فى "إسرائيل" بعد نتائج الانتخابات الأخيرة والائتلاف المتطرف الذي يسعى نتنياهو لتشكيله.
وأضاف أنه على الرغم من أن الأيام علمتنا عدم وجود فرق بين يمين ويسار أو بين صقور وحمائم في "إسرائيل" وأنهم جميعاً أقنعة متعددة لوجه واحد هدفها التوسع على حساب الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم، فإن ائتلاف نتنياهو هذه المرة يضم أحزاباً فاشية لا تبغى فقط ترحيل الفلسطينيين من دولتهم ولكنها تطالب بإبادتهم، وعلى رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير المرشح لمنصب وزير الأمن الداخلى والمتهم بثماني قضايا جنائية والذى يرى المراقبون أن تعينه يجسد تردى الحالة السياسية ووصولها إلى منحدر أخلاقى خطير!!
وقال الحناوي إنه من هنا جاءت تصريحات رياض المالكى وزير خارجية فلسطين الذي كشف عن تحرك سياسى مكثف فى الفترة المقبلة لمواجهة هذا التحدى وعزم القيادة الفلسطينية طلب اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية من أجل تحرك عربى مشترك لطلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى لتوفير الحماية للشعب الفلسطينى الذي يتعرض لأبشع أنواع القمع ومواجهة سياساتحكومة الاحتلال!!
ويضيف أنه رغم تقدير هذه التحركات الدبلوماسية، فإن تلك الجهود لن تغير من الوضع شيئاً، ولن توقف خطط "إسرائيل" التى اعتادت ألا تلقي بالاً أو احتراماً أو تقديراً للمجتمع الدولى ومنظماته وهيئاته فى أفضل الظروف.
وتابع متسائلا: "فما بالنا والعالم منقسم على نفسه، ومشغول بتداعيات الحرب الأوكرانية على اقتصاده، ومهموم بالآثار السلبية الناجمة عنها على شعوبه"؟!
وخلص الحناوي إلى أن الشيء الوحيد الذى قد يقلق "إسرائيل" والعالم هو اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، وهو الأمر الذى حذر منه رئيس هيئة الاستخبارات الإسرائيلية السابق تاميرهيمان، مشيراً إلى أن المؤشرات الراهنة تزيد من احتمالات نشوب انتفاضة ثالثة والتى إن وقعت ستكون عنيفة ومدمّرة وغير مسبوقة، ولن تترك آثارها السلبية على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية وحدها، ولكنها ستمتد لجميع أرجاء المعمورة، بعد أن ذاق الفلسطينيون العذاب عقوداً طويلة وتم خذلانهم مرات عديدة !!
في ذات السياق يؤكد الشاعر المصري فاروق جويدة أن الشعب الفلسطينى مازال متمسكا بأرضه ويقدم الشهداء كل يوم، مؤكدا أن قضية القدس هي قضية العالم الإسلامى كله وليست الشعوب العربية فقط.
مع فلسطين دوما
الفنان منير شعراني أكد أنه مع فلسطين دومًا، مشيرا إلى أن قضيتها قضيتنا جميعًا.
وأضاف شعراني: "مع شعبنا الفلسطيني في صموده ومقاومته للاحتلال الصهيوني. مع فلسطين ليس في يومها فقط بل حتى يعود الحقّ المغتصب إلى أهله".