تراجعت أسهم شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية إلى أدنى مستوى جديد في 52 أسبوعاً يوم الثلاثاء، حيث أغلقت عند حوالي 138 دولاراً للسهم، أو انخفضت بنسبة 8% خلال جلسة واحدة.
وحاول الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، أن يلقي باللوم في انخفاض الأسعار جزئياً على عوامل الاقتصاد الكلي.
وجاء تعليق ماسك رداً على تغريدة لأحد مساهمي "تسلا"، يدعى روس غيربر، الذي كتب: "يعكس سعر سهم (تسلا) الآن قيمة عدم وجود رئيس تنفيذي.. حان وقت التغيير".
وقال ماسك: "مع اقتراب معدل العائد الحقيقي الخالي من المخاطر لأذون الخزانة من معدل العائد الأكثر خطورة في الأسهم، تنخفض قيمة الأسهم".
وأوضح: "على سبيل المثال، إذا كان لكل من أذون الخزانة والأسهم معدل عائد بنسبة 10%، فسيشتري الجميع الأولى فقط"، وفقاً لما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
لكن سهم "تسلا" انخفض أكثر من شركات صناعة السيارات الكبرى الأخرى منذ أن أعلن ماسك عن خططه لشراء شركة تويتر في أبريل 2022.
ومنذ ذلك التاريخ، انخفضت أسهم شركة تسلا بنسبة 59%، مقابل 26% لشركة فورد، و12% لشركة جنرال موتورز.
وباع ماسك أسهما بمليارات الدولارات من حصته في "تسلا" لتمويل صفقة تويتر، بما في ذلك بيع 3.6 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أخبر موظفي "تويتر" أنه باع أسهم تسلا "لإنقاذ" أعمالهم، بينما كان يشرع في تسريح أكثر من نصف الموظفين في الشركة وطرح مجموعة من التغييرات في المنتجات والسياسات، والتي عكس بعضها لاحقاً.
بينما كان ماسك يركز على دوره الجديد كـ"رئيس لتويتر" منذ أواخر أكتوبر، قدمت "تسلا" خصومات وحوافز لبيع السيارات في الصين، حيث تدير مصنعاً رئيسياً في شنغهاي.
كما تكافح من أجل جعل مصانعها الجديدة في أوستن بتكساس، وبراندنبورغ في ألمانيا، فعّالة؛ فضلاً عن مواجهة تحديات سلسلة التوريد المستمرة المتوطنة في صناعة السيارات، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا مما قد يقلل من جاذبية السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية للعديد من السائقين.
هذه، من بين تحديات أخرى، دفعت شركات مثل "Mizuho Securities" و"Evercore ISI" إلى خفض أهدافها السعرية لأسهم تسلا يوم الثلاثاء.
وكتب محللو Mizuho Securities في ملاحظة: "على المدى القريب، نرى ضعفاً محتملاً في مبيعات "تسلا"، حيث إن الرياح المعاكسة الكلية وضعف القدرة الشرائية للمستهلكين، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الطلب على المركبات الكهربائية الأعلى سعراً".
لكن تظل "Mizuho" متفائلة بمستقبل "تسلا" على المدى الطويل، مستشهدة بمصانع الشركة الجديدة كميزة تنافسية، وائتمانات ضريبية جديدة على السيارات الكهربائية تلوح في الأفق في الولايات المتحدة والتي يمكن أن "تسرع الطلب" محلياً.
وفي الصين، تنتهي صلاحية بعض ائتمانات السيارات الكهربائية اعتباراً من بداية عام 2023. وحددت سعراً مستهدفاً للسهم عند 85 دولاراً أميركياً وأوصت بالشراء.
بدوره، قال الأستاذ المساعد في جامعة فاندربيلت، جوشوا وايت، الذي عمل سابقاً كخبير اقتصادي في لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية: "يمكن إلقاء اللوم على أسعار الفائدة فقط في بعض الانخفاض في قيمة تسلا".
وبين أن هناك جانب آخر، هو أن "إيلون ماسك ربما فقد ثقة المساهمين عندما قال في أبريل إنه لا يخطط لبيع المزيد من أسهمه في تسلا، لكنه مضى قدماً وباع مليارات الدولارات أكثر".
وأضاف: "يبدو أنه يبيع الأسهم في كتل كبيرة حقاً، وهذا عكس تصريحاته القائلة (لقد انتهيت ولم أعد أبيع).. لكن الكلام سهل".