يكون الشخص المصاب بالاكتئاب في حالة نفسية سيئة، وقد تكون بعض الكلمات التي لا نلقي لها بالا مؤذية جدا له، وعلينا تجنب قولها له.
ونشر موقع ''بينسزلار'' التركي تقريرًا استعرض فيه بعض الجمل التي لا يجب قولها لشخص يعاني من الاكتئاب.
وقال الموقع، إن الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب الشعور المستمر بالحزن وفقدان الاهتمام.
وتشير الإحصائيات إلى أن 24 مليون شخص في الولايات المتحدة على سبيل المثال، شخصوا باضطراب الاكتئاب في سنة 2020.
وذكر الموقع أن التعليقات التي عادة ما يُدلي بها الأصدقاء والأقارب عن حسن نية يمكن أن تكون مؤذية للشخص المكتئب. لذلك، فإنه يعتبر فهم ما يعانيه الشخص المصاب بالاكتئاب خطوة مهمة لمعرفة كيفية التحدث إليه.
وأشار الموقع إلى العبارات التي تُقال بحسن نية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وتجعلهم في نهاية المطاف ينأون بأنفسهم عن الآخرين ويعتقدون أن الآخرين لا يفهمون ما يمرون به. ونتيجة لذلك، فإنهم يشعرون بمزيد من الاغتراب وهذا لا يساعدهم على الشفاء.
وإذا كنت تعرف شخصًا مصابًا بالاكتئاب ولا تعرف كيفية التحدث معه، فهناك عبارتان يجب عليك تجنبهما بشكل خاص.
لماذا أنت مكتئب؟
هناك اعتقاد خاطئ في الثقافة الشعبية بأن الاكتئاب هو رد فعل على موقف غير مرغوب فيه، ومع أن الأزمات الحياتية تزيد من إصابة الشخص بالاكتئاب، خاصة إذا كان له استعداد وراثي، فإنه من الأمراض النفسية التي لا يمكن تفاديها والجميع عرضة لها. وهذا ينطبق بشكل خاص على الاكتئاب السوداوي والاضطراب ثنائي القطب.
عندما يصاب الشخص بالاكتئاب نتيجة تعرضه لحدث ما فإن طرح هذا السؤال عليه فيه ازدراء، فهذا أشبه بالقول إنهم أغبياء بما يكفي لإيصال أنفسهم إلى هذه النقطة.
ولا شك أن طريقة تفكير الشخص لها تأثير على مزاجه، لكن تغيير ذلك لا يشبه ضغطة زر. فلا يوجد طريقة سحرية لنسيان حادث أليم أو تجاوز تداعيات الضغط النفسي. وقد يتعرض الشخص في طفولته إلى موقف مرهق يجعله في المستقبل عرضة للاكتئاب أو الصراعات الوجودية مثل عدم الانتماء.
ينصح الموقع بدلاً من ذلك بالاعتراف بحالة الاكتئاب التي يمر بها الشخص، مثل قول: "أعلم أنك لم تكن على ما يرام مؤخرًا''، أو ''أردت أن أسأل عن ما إذا كنت بحاجة إلى أي مساعدة". وهذا النوع من الإيماءات ودود ومؤكد وداعم بشكل طبيعي. ويمكن أيضًا طرح أسئلة حول وضع الشخص وإظهار رغبتك في فهمه، وذلك من خلال التقرب منه بشكل عفوي بدلاً من جعله يشعر بالذنب لطلب المساعدة.
"عد لصوابك!" أو "فكر في أمور لطيفة!"
إن حث أحدهم على التفكير في أمور لطيفة عندما يكون مكتئبًا مجرد نصيحة لا طائل منها. لو أن الأمر مجرد لعبة تفكير إيجابي مقابل تفكير سلبي، لما أصيب أحد بالاكتئاب.
بالطبع، يساعد العلاج المعرفي في مراجعة المخططات المركزية السلبية الشائعة التي تديم الاكتئاب، لكنها عملية أكثر تعقيدًا بكثير من "مجرد التفكير في أمور لطيفة". وربما يجعل ذلك الموقف أكثر خطورة، لأن من يعاني من الاكتئاب لا يمكنه التفكير في أشياء تجعله سعيدا.
وعلى الرغم من أن أنماط التفكير السلبية مرتبطة بالاكتئاب، فإن محاولة تغييرها هي مضيعة للوقت لأنها في الواقع ناجمة عن الخمول العصبي/ المعرفي، والنوم، والشهية، ومشاكل التركيز. ومن المرجح أن تؤدي الأعراض النفسية للشخصية الحزينة إلى عمليات التفكير السلبي وتمنع الشخص المكتئب من التفكير في أي شيء آخر غير مدى شعوره بالسوء.
عوضا عن ذلك، فإنه يوصي الموقع باستخدام جملة "كيف هي أحوالك هذه الفترة؟" أو "ما الذي ساعدك في التعامل مع هذا الموقف؟". كما هو الحال في العلاج النفسي الذي يركز على الحلول؛ فإن جعل الشخص يدرك أنه يفعل شيئًا حتى لا يصبح الموقف أسوأ مما هو عليه يجعله يشعر بالقوة والقدرة على التحكم في حياته. ويمكن أيضًا طمأنته وجعله يشعر أنه يمكنه الحصول على المساعدة منك من خلال تذكيره بأنك موجود من أجله دون أن تكون متسلطًا.
وأقر الموقع بأن التحدث إلى شخص مكتئب بالطريقة الصحيحة لن يجعل الاكتئاب يختفي وإنما سيقلل من معاناته، ويُذكِّره بأن الاكتئاب اضطراب يمكن علاجه. وبالمثل، عندما يبدأ الشخص في العلاج، فإنه من الضروري التصرف بطريقة مشجعة. فغالبًا ما يرغب الأفراد المصابون بالاكتئاب في التوقف عن العلاج بسبب يأسهم وشعورهم بخيبة أمل لأن السحب الرمادية فوقهم لا تتبدد بسرعة. لكن إبراز التحسن الذي يظهر عليهم مهما كان صغيرا سيضمن استمرارهم في العلاج.
وأخيرًا، إذا كنت تعرف شخصا قد عانى من نوبات اكتئاب من قبل، فذكره أن هذه الفترات ستمر وستصبح أسهل. وإذا كنت تعلم أن لديك تاريخًا من الاكتئاب، فاسأل نفسك كيف خرجت منه من قبل.