26.66°القدس
26.1°رام الله
25.53°الخليل
26.02°غزة
26.66° القدس
رام الله26.1°
الخليل25.53°
غزة26.02°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

خبر: الأسير البرغوثي صاحب مدرسة البطولة والتضحيات

على وقع حديثها يتألم الحجر ويصرخ ويقول "الحرية لك يا فلذة كبدي".. فكلامها عنه يطول، ولا تكاد تنطق بشيء عن بلال، إلا وتبتسم لحبها الشديد له، لكنها في ذاته.. تتألم لبعده وفراقه. هذه الأم الفلسطينية الخنساء، التي لا مثيل لها في العالم، هي سيدة الصبر والصمود والتضحية، هذه أم وائل، والدة الأسير بلال يعقوب أحمد البرغوثي "37 عاماً"، من بلدة بيت ريما قضاء رام الله، تروي تفاصيل قصة ابنها مع الاحتلال الاسرائيلي، بعد اعتقاله في 2/4/2002. بدأت حديثها لمركز"أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، وهي لا تدري من أي كلام ووصف لبلال تبدأ، ففضلت البدء ببلال في المنزل... الطيب الحنون مع والدته... الذي لا تذكر أنه أغضبها في يوم من الأيام... الإنسان الشهم الشجاع... القوي والمساعد في الوقت ذاته... ولم تنس بلال المتفوق في دراسته وجامعته، فقد أنهى دراسة البكالوريوس، تخصص علم النفس والتربية من جامعة بير زيت. [title]بداية مشوار النضال[/title] أول اشتباك مع الاحتلال كان عام 1994 عندما أصيب في المواجهات التي كانت تندلع ضده بثلاث رصاصات اثنتين في الظهر وواحدة في اليد، وعلى إثرها فقد كليته وجزءاً من الكبد، وبعد تعرض حياته للخطر وحدوث نزيف نجم عن الإصابة، مكث في المشفى 40 يوماً، فكان له عند الله العمر الجديد فتعافى وعاد للبيت. تكمل أم وائل: "لم يكتف الاحتلال بإصابة بلال ووصوله لدرجة الموت، بل جاء ليعتقله بعد خروجه من المشفى بأسبوعين فقط، وكان في ذلك الحين، لا يزال يعاني من ألم العمليات التي أجريت له، لكن الاحتلال لم يضع ذلك في عين الاعتبار واختطفه من بيننا، وبقي في السجن لمدة شهر". لم تثن الإصابة بلال عن المضي في طريق الجهاد والنضال، فانضم لصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة، ليصبح فيما بعد قائداً لها، وليبدأ مشوار المطاردة، فلم تستقر فيها حياته ولا حياة العائلة، لا سيما أن الاحتلال كان يضع اسمه على قائمة المنوي اغتيالهم في الضفة المحتلة. [title]هدم منزل العائلة[/title] وتطرقت أم وائل في حديثها عن اعتداء آخر للاحتلال الإسرائيلي، وبالتحديد في 24/10/2001 وخلال فترة مطاردة بلال، أقدمت قوات إسرائيلية معززة بالجنود والمعدات الحربية والجرافات على هدم منزل العائلة الواقع في بلدة بيت ريما، بسبب رفض بلال تسليم نفسه والانصياع لأوامرهم. هدم المنزل، وتشتتت العائلة، ومزق القهر والألم قلب بلال على ما حدث، لكنه لم يسلم نفسه، وبقي مطارداً ومصمماً على المضي في درب من رحلوا للشهادة، ومن ضحوا بدمائهم، فعبدت الطريق لصناع النصر من بعدهم. [title]الاعتقال[/title] طالت جولات المحتل الإسرائيلي، وظل يبحث عن بلال الذي رفض تسليم نفسه رغم كل الضغوطات التي واجهته، إلى أن تم اعتقاله بتاريخ 2/4/2002، ويوضع بين يدي من لا يخافون الله في التحقيق والتعذيب، حتى حكم عليه بالسجن 16 مؤبداً و35 عاماً، والتهمة قيادة كتائب القسام في الضفة. واليوم تعيش أم وائل على زاد الصبر والدعاء، وفسحة من الأمل على أن يتجدد اللقاء بينهما ذات يوم، فبلال كان دوماً باراً بها وقال لها: "سأبكي كثيرا يا أمي، إن تذكرت أني أغضبتك"، فردت الأم الحنون "أنت يا بلال لست كذلك أبداً، ولم يحصل ذلك في يوم من الأيام". أم وائل تشتاق لبلال وتتمناه معهم في كل لحظة وفي كل أكلة تعدها، وفي كل جلس تكون فيها، وهي تملك من الإيمان والصبر ما يقويها ويجعلها صبورة على فراق الابن البار الغالي، الذي يشتاق له جميع من عرفه، فالتحية كل التحية لك أيها البطل.