تطبيق القواعد ليس أمرا سهلا، فلا يتقبل البالغون بسهولة أن تُقيد حريتهم وأن يسيروا وفق نظام محدد، وتزيد صعوبة الأمر مع الصغار، حيث يصعب إقناعهم بأن هذه القواعد جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويجب الالتزام بها طوال الوقت.
لجعل التزام الأطفال بالضوابط أكثر سهولة، يجب أن يأخذ الوالدان بعض النقاط في الاعتبار قبل وضع أية ضوابط أو عواقب الخروج عنها. هنا نعرض لكِ هذه النقاط التي يتعلق بعضها بالضوابط ذاتها وبعضها بطريقة تطبيقها حتى يسهل على الأطفال تذكّرها ومتابعتها.
القاعدة الأولى.. وضحي القواعد والعواقب
يجب أن تكون القواعد والمكافآت والعواقب واضحة ومحددة في عبارات قصيرة وسهلة؛ مما يساعد على ترسيخها وتطبيقها بأقل قدر من المقاومة، كما يجب أن تكون عمليةً وقابلة للتطبيق.
وتجنبي القواعد الغامضة، مثل "كن جيدا"، والأفضل أن تكوني أكثر تحديدا، مثل: "لا تستخدم الضرب مهما حدث"، أو "لا تقاطع من يتحدث، انتظر دورك".
ويجب أن تكون العواقب أيضا محددة بوقتها، فلا يمكن أن تقولي "أنت معاقب حتى أخبرك بانقضاء العقاب"، مما قد يصيب طفلك بالإحباط بأنه لن يخرج من العقاب أو يستعيد امتيازاته مجددا أبدا.
ويمكن استخدام العواقب المنطقية والطبيعية؛ وهي إحدى أدوات التربية الإيجابية، وتتميز بارتباط العاقبة بالسلوك نفسه.
القواعد والمكافآت والعواقب يجب أن تكون واضحة ومحددة في عبارات قصيرة وسهلة (غيتي)
القاعدة الثانية: فسّري
تأكدي من أن طفلك يفهم القواعد جيدا من خلال تفسيرها وتكرارها بالكلمات نفسها كلما احتجت ذلك.
قد تحتاجين إلى مساعدة طفلك على فهم معاني بعض الكلمات. على سبيل المثال، إذا كانت القاعدة "لا تؤذ الآخرين"، فقد تحتاجين إلى شرح معنى "الأذى"، وتضربين أمثلة على ذلك.
القاعدة الثالثة: اجعلي الضوابط مناسبة لعمر طفلك
ضعي في اعتبارك سن طفلك وقدراته عند وضع القواعد، وفسري له السبب وراء تطبيق هذه الضوابط وأهميتها.
وتختلف القواعد باختلاف عمر الطفل بالتأكيد، فلا يمكن إلزام ابنك البالغ من العمر 10 سنوات بالنوم في الموعد نفسه كما كان في عمر 4 سنوات.
ومن الوارد أن يلاحظ صغيرك ما يفعله أصدقاؤه وزملاؤه كلما تقدم في العمر ويطالب بامتيازات أكثر، وهنا قد تحتاجين لتعديل القواعد بما يتناسب مع عمره، ويمكنك مناقشة ذلك معه والتوصل إلى التعديل الذي يناسب سنه ويحافظ على سلامته.
القاعدة الرابعة: القواعد تطبق على الجميع
لكي تؤدي قواعد الأسرة عملها ويحافظ الأطفال على تطبيقها، يجب أن يطبقها جميع أفراد الأسرة، فإذا وضعتِ قاعدة بمنع مشاهدة الشاشات وقت الطعام، فلا تستخدمي أنتِ أيضا هاتفك.
وكذلك يجب التحدث مع البالغين الآخرين الذين يتعاملون مع الطفل -مثل الأجداد- والتأكد من أن الجميع يعرف المسموح به وغير المسموح به.
القاعدة الخامسة: اثبتي
إذا كنت تشعرين بالإرهاق في نهاية اليوم، أو ليست لديك طاقة للجدال مع طفلك، كل هذه أمور مفهومة وتمر بها الأمهات، لكن الثبات على تطبيق القواعد أمر بالغ الأهمية لتعزيز أهميتها وقيمتها لدى أطفالك.
قد تعتقدين أن تجاهل القواعد مرات معدودة لن يلاحظه طفلك، لكن في الحقيقية ينتبه الأطفال ويلاحظون أفعال والديهم المتناقضة.
والتذبذب في تطبيق القواعد قد يجعل طفلك يفكر في كيفية إقناعك بالتراجع عنها بدل الالتزام بها، لذلك يعد الاتساق مفتاح مساعدة أطفالك على تعلم الانضباط.