نحن الفلسطينيين لنا عدوٌ غادرٌ وماكرٌ، عدو تغوّل على دمنا، واستخف بردة فعل قيادتنا السياسية، فتجرأ علينا صباح الاثنين في مخيم عقبة جبر، ليواصل قتلنا وذبحنا، وكان قد تجرأ علينا قبل أيام في مدينة القدس، ودمر بيوتنا، والإعلان عن المزيد من التوسع الاستيطاني في مدن الضفة الغربية.
عدونا لا يخشى إلا مقاومتنا، سواء كانت المقاومة في مدن الضفة الغربية ومخيماتها، أو من قطاع غزة ولعدونا مع المقاومة وغضبتها تجارب، طار معها سقف الحافلات يومًا، وسالت فيها دماء العدو في الشوارع والحانات أيامًا، لذلك يرسل عدونا الوسطاء ـ بعد كل جريمة اغتيال ـ كي يضغطوا على رجال المقاومة من أجل التهدئة، وضبط النفس.
فإلى متى يواصل عدونا إرهابه، عدونا يعرف أننا نعبئ الغضب الثوري في مخازن البنادق، ويعرف أننا نعد له العدة، وأننا نجهز له المفاجآت، وأن ساعة الحساب آتية لا محالة، لذلك يركز عدونا في هذه المرحلة على أمرين:
الأول: طمأنة مجتمعه الذي بات يتحسب لردة فعلنا المُقاومة، وأمسى يتوقع الموت في كل خطوة، لذلك لجأ المجتمع الإسرائيلي إلى حمل السلاح في الشوارع، وداخل المكاتب، بل لجأ عدونا إلى الاحتماء بالسلاح في غرف النوم، وعند قضاء الحاجة، وانتشر السلاح داخل المدن الصهيونية مثل حليب الأطفال، لتكون اللهفة على اقتناء السلاح مقياسًا للخوف والجبن، الذي عشعش في قلوب الأعداء، وهم يتوقعون الموت مع كل خطوة.
الثاني: إثارة الرعب في قلوب الفلسطينيين، وتخويفهم على حاضرهم المهدد بالقتل والتصفية مع كل عدوان إسرائيلي، وإثارة الفزع في نفوس الفلسطينيين من المستقبل الذي ينتظرهم، مستقبل يخلو من الطمأنينة والسلامة ويخلو من الثقة بالنفس، وما ينجم عن ذلك من الشعور باليأس والقنوط، والاستسلام للمخطط الصهيوني، والإقرار بالهزيمة، وعدم القدرة على مواجهة جبروت العدو وإرهابه المتواصل.
ضمن هذه المعادلة المتناقضة، يعيش الشعب الفلسطيني معركة المصير مع عدوه، وهو يدرك أنه صاحب القرار، وأنه لا يمتلك في هذا الأمر الوطني أي خيار، فإن استكان وخنع، فإن لحم شبابه ومستقبلهم سيكونان طعامًا لآلة الغدر الصهيوني، لذلك يؤمن معظم الشعب الفلسطيني بأنه صاحب الحق، وأنه ملزمٌ بأن يكون ندًا، طوال رحلة البحث عن الحرية.
وللحرية الحمراء بابٌ، لا يمكن أن يُدقُّ قبل أن تُدقَّ رقاب العملاء والمتعاونين أمنيًا، فالعملاء والخونة هم شريان الأمن الإسرائيلي، لأنهم مصدر المعلومات التي يسترشد بها العدو، إن العملاء والمتعاونين أمنيًا سلاح سحري وسري يمتطيه العدو قبل أي مواجهة مع رجال المقاومة، وعليه، فإن تجريد العدو من سلاحه السري والسحري، هو طريق المختصر والضروري لتحقيق النصر في معركة الوجود.