يقضي الإنسان جزءا كبيرا من ساعات يومه في وضعية النوم والاستلقاء، وبعد الانخراط في نوم عميق، يفقد السيطرة على وضعية جسمه وحركاته ويستسلم لموجات نوم حركة العين السريعة.
صحيح أن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر ضروري للحد من التوتر والإجهاد اليومي، لكن أحيانا تكون عادات النوم السيئة عاملا مؤثرا في زيادة تجاعيد البشرة وخطوط الوجه الدقيقة.
تأثيرات النوم
يعلم الكثير من السيدات أن الحركات والإيماءات المتكررة للوجه تتسبب على المدى البعيد في ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة. وخلال ساعات الاستيقاظ، من السهل أن تراعي المرأة عبوسها أو تقطيب حاجبيها لتجنب تطوير الخطوط في تلك المناطق، لكن أثناء الليل، وخلال النوم العميق، لن تتمكن من السيطرة على نفسها
كما أن وضعيات النوم الخاطئة واختيارات الوسائد والأقمشة للفراش تجعل الوجه يحتك كل ليلة بشكل يساهم على المدى الطويل في حدوث التجاعيد ويزيد الأمر سوءا.
وفقا لديبرا جاليمان، طبيبة الأمراض الجلدية الأميركية، فإن النوم بطريقة تجعل الوجه يتلامس مع أكياس الوسائد والأغطية، كما هو الحال على الجانبين أو البطن، يمكن أن يؤدي لتدهور مرونة وشباب البشرة، بحسب ما ورد في موقع "هيلث" (Health) للصحة والمعلومات الطبية.
وتحدث التجاعيد بسبب فقدان الكولاجين والمرونة في الجلد، مما يقلل من حجم الجلد فيصبح مترهلا. ويؤدي الضغط المتكرر ليلا على الكولاجين إلى تكسيره وخسارته، مما يتسبب في النهاية إلى ظهور خطوط وجه مرئية.
يمكن الحصول على بشرة صحية ومشرقة في الشتاء من خلال العناية الموسمية السليمة والتغذية الصحية والخروج للهواء الطلق والاستعانة بالمكملات الغذائية حسب الحاجة
من الضروري اختيار مستحضرات غنية بالفيتامينات والمعادن لترطيب وعلاج البشرة خلال الليل (غيتي إيميجز)
تقليل التوتر اليومي واستشارة طبيب الأسنان
يمكن للتوتر والقلق المزمن أن يؤثر سلبا على نوع التعبيرات التي تقوم بها المرأة أثناء نومها، وفي الوقت ذاته، فإن تقليل التوتر هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الحصول على نوم عميق أمرا بالغ الأهمية.
لذا من الضروري للمرأة التي تحاول تجنُّب تجاعيد النوم استشارة طبيب الأسنان لمعرفة ما إذا كانت تعاني من صرير الأسنان أثناء النوم، كخطوة وقائية (أو علاجية) أولى.
لأن آثار التوتر تتجسد حتى خلال النوم العميق، ويمكن أن يؤدي صرير الأسنان إلى تغيير مظهر الوجه بشكل كبير تدريجيا، مما يتسبب في إجهاد ملامح وبشرة الوجه وتغيير عضلات الفك.
ووفقا لأخصائي علاج الأسنان الأميركي مارك فايس، في تصريح لموقع "أوبزرفر" (Observer)، فإن الأمر سيؤدي في النهاية إلى "حدوث المزيد من التجاعيد في البشرة لأن الفم يبدأ في الانهيار".
علاوة على هذا، فإن التوتر المزمن يؤدي بالتبعية إلى العبوس وتقطيب الحاجبين خلال النوم العميق أيضا، وبالتالي فإن إراحة العقل الباطن سيسهم مباشرة في تحقيق نوم أعمق وأكثر جودة، ويقلل من تعبيرات الوجه المشدودة خلال مرحلة حركة النوم السريعة.
النوم على الظهر
النوم على البطن أو أحد الجانبين خلال ساعات الليل الطويلة يعني وجود ضغط مستمر على الوجنتين والجبين والفم. وبمرور الوقت، يمكن أن ينتج عن هذا الروتين خطوط نوم دائمة في البشرة، لذلك يمكن علاج المشكلة ببساطة من خلال النوم على الظهر.
ومع أنه خيار سهل نسبيا، لكن بالنسبة للعديد من السيدات، قد يكون النوم على الظهر غير مريح. هذا بالإضافة إلى أنه لا يمكنك التحكم في حركة النوم العميق اللاإرادية.
لكن ما يمكن فعله هنا هو التدرُّب والتعود على النوم مرة بعد مرة باستخدام الوسائد والمساند على الفراش. وتتضمن بعض الطرق التي يمكنك تجربتها وضع وسادة تحت الركبتين أو أسفل الظهر عند الاستلقاء والوجه للأعلى، بالإضافة إلى إحاطة الجسم بوسائد على الجانبين لتعزيز الشعور بالراحة والاستقرار في الوضع خلال النوم.
إذ لا تساعدك الوسائد على الشعور براحة أكبر فحسب، بل تجعل من الصعب الانتقال إلى وضعية النوم الجانبية أو على البطن، وستساعد الجسم على التعود على وضعية النوم على الظهر بالتكرار على المدى الطويل.
نوعية الأقمشة وأغطية الوسائد
في حين أن تجاعيد الوجه لها علاقة كبيرة بوضعية النوم كل ليلة، فقد تكون خطوة مثل تغيير نوعية غطاء الوسادة وأغطية الفراش أمرا مؤثرا أيضا.
تشير الدراسات إلى الفوائد العديدة للأقمشة الحريرية للحصول على نوم صحي وجيد. وتُعد وسادات الحرير طريقة رائعة للاستيقاظ في الصباح دون تجاعيد وخطوط نوم ستتطور مع الوقت لتصبح خطوط دقيقة ودائمة في البشرة.
صحيح أن الأقمشة الحريرية ستكون باهظة الثمن، لكنها رفاهية تستحق الاستثمار. إذ يُعد قوام الحرير الناعم ألطف من القطن وقد يساعد في منع تجاعيد النوم وكذلك تقليل تهيج الجلد.
كما أن أليافه المنسوجة بإحكام لا تجتذب الرطوبة والزيوت الطبيعية كما يفعل القطن، مما يترك البشرة رطبة ونضرة بشكل طبيعي.
وهناك فوائد عديدة لأغطية الوسائد الحريرية في الحفاظ على الشعر وحمايته من التلف والتساقط أيضا.
روتين العناية بالبشرة قبل النوم
كخطوة أخيرة، من الضروري اختيار مستحضرات غنية بالفيتامينات والمعادن لترطيب وعلاج البشرة خلال الليل.
لأنه أثناء النوم، تكون بشرة الوجه في وضعية الإصلاح والتعافي من أضرار الشمس والتلوث اليومي، وبالتالي قد تُحدث المنتجات المستخدمة في روتين البشرة قبل النوم فرقا ضخما في صحة الجلد وحمايته من التلف والشيخوخة.
وبحسب موقع "بيردي" (Byrdie)، من الضروري البحث عن مصل ليلي مركب يضم أهم المكونات التي تحتاجها البشرة لإصلاحها أثناء النوم، مثل الطحالب والفواكه والزيوت الطبيعية والمركبات المقاومة للشيخوخة.
وبشكل عام، يُعد تحقيق التوازن في الحياة اليومية من خلال الاسترخاء وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن وتناول المياه الكافية من أول خطوات الوقاية من التجاعيد وعلامات تقدم سن البشرة.