24.45°القدس
24.19°رام الله
23.3°الخليل
30°غزة
24.45° القدس
رام الله24.19°
الخليل23.3°
غزة30°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: لنسد جوعهم حتى لا يبقوا في رقابنا!

ولد الناس ثم بدأ كل واحد يبحث عن رزقه حيث يشاء الله له ، منهم من يجد حاجته كـ "الطيور "تغدو خماصاً وتروح بطاناً " ومنهم من يعود " بخفي حنين " ، فكل أبن ادم مكتوب رزقه عند الله سبحانه ، ولو أن الناس يجيدون البحث عن رزقهم مع توكلهم ع الله لكان ذلك خيراً لهم ، والدال على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " . أعزائي القراء .. البيوت الفارهة والقصور ذات الأثاث الفاخر ما هي الا من صنع البشر ، الذين أخذوا نصيبهم في الحياة ، لكن بعض الناس .. لم يجدوا أنفسهم الا بين أربعة جدران مترهلة وسقف لا يقى برد الشتاء ولا حرارة الصيف وبهذا هم أخذو نصيبهم في الحياة أيضاً .. في هذه الحياة أشخاص لا نعرف شيئاً عن حياتهم ، لتعففهم عن السؤال ، أو لإنطوائهم الناتج عن ضيق العيش ومرارة الأيام .. في هذه الحياة ، أشخاص يقطنون بلا مأوى ويأكلون ويشربون بلا اناء ربما تكون حاويات القمامة هي انائهم الوحيد !!! سمعتُ ذات مرة قصة عن امرأة تتسلل كل صباح الى "حاويات القمامة "في منطقتها لتجمع ما تبقى من عظم ولحم مما يتركه " المسرفون " ، لتجعله غداءً لأبنائها ، أما بقية القصة أن أحد السكان رآها تتحسس الأكياس !! ، فاستوقفها وعرف قصتها ، ثم ذهب بها لجزار في منطقتهم وقدم له مبلغاً من المال على أن يعطيها في مطلع كل شهر بعضا من كيلوات اللحم المذبوح الطازج لتُطعم جياعها ! . ما دعاني للكتابة عن "الفقراء " ، هو ذاك المشهد الذي استوقفني في الشارع المقابل للجامعة من الجهة الغربية ، حيث يرقد الأربعيني صاحب القميص الأسود اللون من قِلة الغسيل !! والشعر الأشعث الأبيض لذل الأيام ..! افترش الأرض تحت أشعة الشمس في رابعة النهار ، وقد وضع بجانبه بعض الحاجيات ليبيعها ..! لكن ما من مشتري ؟ والذباب كأنه صديقه الوحيد يروح ويجيء ... مشهد مؤلم ! كثيرة هي المشاهد من هذا النوع .. هناك من يتسولون لحاجتهم الماسة ولا يقدرون على العمل قد يكونوا مصابين باعاقات ! ، ومن يقدر على العمل لا يجد له أي مكان ربما لعدم كفائته في ذلك .. ! في الكثير من شوارع القطاع نجد مثل هذا الأربعيني .. ! بعضهم أطفال وبعضهم نساء !! والبعض شباب والآخر بلغ سن الأربعين . أعتقد أن الظروف اجتمعت على الكثير من الغزيين لتجعلهم في أوضاع صعبة قاهرة ، فانتفاضة الأقصى عام 2000 حرمت الكثيرمن " عمال أراضينا المحتلة " العودة لعملهم وأصبحوا ضحية الفقر ، الحصار وقلة المعونات أثرت سلبياً على وضع الفقراء فزادت من حدته ! ، الحرب " الاسرائيلية " على القطاع حرمت الألاف من الأسر معيلها فباتوا يترددون على المؤسسات علها تعطيهم من رزق الله ! تشير آخر الإحصاءات الرسمية إلى أن 79.3% من الأسر في قطاع غزة يقل دخلهم الشهري عن خط الفقر الوطني، وما يقرب من 40% من الأسر تعيش في حالة فقر مدقع، وحوالي 70% يعيشون من خلال حصولهم على إغاثة غذائية من المنظمات الدولية والهيئات الخيرية المحلية. وبلغ عدد القوى العاملة الفلسطينية في قطاع غزة حوالي 173.8 ألف عامل ،وقد ارتفعت نسب البطالة إلى معدلات قياسية جديدة لتصل إلى 217,200 عاطل عن العمل في الأراضي الفلسطينية، 38 % منهم في قطاع غزة وحده. هذا الحال الذي وصلنا اليه .. يستحق أن يقف عليه المسئولون والمؤسسات المعنية ، أن يتحسسوا العائلات المستورة ، ينظروا الى البيوت التي تشبه القبور ! لعدم صلاحها للعيش الأدمي .. يستحق أن توفر لهم الفرصة ليقتاتوا طعامهم بأيديهم ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأعربي حين أمره بالاحتطاب حتى يسد جوعه ! وكي لا يبقى الناس يتسولون ليسدو جوعهم ثم يأتون يوم القيامة ولا يوجد في وجوههم مزعة لحم دليل على عدم حفظ ماء الوجه ! جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مزعه لَحْمٍ ) رواه مسلم . فلنسد جوعهم حتى لا يبقوا في رقابنا !