يستمر عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، في إثارة الجدل بتنبؤاته الخاصة بالأنشطة الزلزالية حول العالم، والحديث هذه المرة كان عن لبنان واحتمالية وقوع زلزال بها، بعد ورود سؤال له في هذا الخصوص.
هل لبنان معرضة لزلزال محتمل
وحذر العالم الهولندي، من وقوع زلزال محتمل في لبنان مستشهداً بخريطة للزلازل المعروفة التي ضربت لبنان منذ عام 551.
وكان عالم الجيوفيزياء الهولندي الذي توقع وقوع الزلزال في تركيا قبل 3 أيام من حدوثه، قد حذر من زلزال جديد متوقعاً أن يكون الأسبوع الأول من مارس “فترة حرجة للغاية” حسب وصفه.
وكانت مغردة تدعى “ألينا وينتر” قالت للعالم الهولندي بعد أن شكرته على جهوده في تغريدة لها: “لا أعتقد أن لبنان يقع في منطقة زلزال هائل، لأن هذه كانت المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيها بهزة ارتدادية هنا”.
وأضافت: يقول الجيولوجيون إن الزلازل يمكن أن تحدث هنا كل 2000 سنة،
فرد عليها العالم الهولندي: “حدثت زلازل قوية إلى كبيرة في بلاد الشام (لبنان) قبل ذلك.”
وأضاف: من المستحيل تحديد متى وأين بالضبط سيحدث الزلزال التالي في هذه المنطقة.” وأرفق كلامه بخريطة توضح الزلازل المعروفة منذ عام 551 م.
صدع البحر الميت
ويقع لبنان إلى جانب صدع البحر الميت الذي يشكل جزءًا من الحدود بين الصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية. وتشكل منطقة الصدع في لبنان منحنىً حاجزًا يرتبط تمامًا بموقع الصدع.
وشكل هذا الصدع المرتبط بالحاجز عددًا من الهزات مثل التي حصلت مؤخرًا في جبل لبنان وفُسرت على أنّها حدثت في قاع البحر بعيدًا عن الشاطئ.
وكان الباحث في علم الجيولوجيا اللبناني الدكتور طوني نمر، توقع وقوع زلزال في لبنان بحدود عام 2200 أي بعد مئة وثمانين عاما من اليوم.
وأفاد “نمر” في تصريحات لوسائل إعلام بأن حركة الأرض في لبنان عادت إلى طبيعتها، أي إلى ما قبل السادس من فبراير، وستتابع حركتها علما أن في لبنان كانت تسجل كل يوم هزة أرضية على أكثر من فالق في البر أو في البحر، معظمها خفيف لا يشعر به اللبنانيون.
وشدد الباحث اللبناني على أنه ليس باستطاعة أحد تحديد متى سيحصل أي زلزال كبير في لبنان، مبينا أنه على مدى التاريخ مر على لبنان عدة زلازل مدمرة خصوصا أنه موجود على خط زلزالي وهو فالق البحر الميت.
وأضاف: “يمكننا أن نقدر على المدى البعيد إمكانية حصول زلزال، ففالق اليمونة الذي يعتبر الفالق الأساسي في لبنان، تتكرر عليه الزلازل كل ألف عام تقريبا في حين أن زلزالا كبيرا ضرب هذا الفالق عام 1202 والمتوقع إذا أن يضرب زلزال آخر بحدود عام 2200 أي بعد مئة وثمانين عاما من اليوم”.
زلزال عام 551 في لبنان
يذكر أن زلزالاً ضرب العاصمة اللبنانية بيروت في 9 تموز عام 551 وبلغت قوته 7.6 حسب مقياس العزم الزلزالي وسجلت قوته الدرجة العاشرة والتي تمثل درجة عنيفة حسب مقياس ميركالي المعدل.
وتسبب هذا الزلزال بتسونامي مدمر وصل تأثيره إلى المدن الساحلية في فينيقيا البيزنطية، مما تسبب بتدمير كبير وغرق العديد من السفن. تم الإبلاغ عن مقتل أعداد كبيرة من الناس، وقدرت الأعداد في بيروت لوحدها بـ 30000 شخص من قبل أنطونيوس بياتشينزا.
ويعاني اللبنانيون منذ عام 2019 من وطأة أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أدّت إلى انهيار قياسيّ في قيمة الليرة، فضلا عن شح الوقود والأدوية وتراجع القدرة الشرائية.
وتأثر لبنان بمعظم الزلازل القوية التي ضربت تركيا، إذ يشتركان في حدود بحرية واسعة، كما يتصلان بريا عبر سوريا، إضافة إلى التقاء فالق شرق الأناضول المار بجنوبي التركية، مع صدع البحر الميت المار بلبنان.
وصباح الأربعاء الماضي، قال المعهد الأورومتوسطي لرصد الزلازل في لبنان، إن هزة أرضية بقوة 4.2 درجات، ضربت شرق البحر المتوسط قبالة ساحل البلاد الجنوبي، تأثر بها كل من لبنان وفلسطي