تتجه الأنظار، يوم السبت القادم، نحو ملعب رفح البلدي، حيث يلتقي الجاران شباب وخدمات رفح في مباراة قمة ومصيرية لحساب الجولة الحادية والعشرين من الدوري الممتاز لكرة القدم.
ويدخل الفريقان المباراة بدون حضور جماهيري، لأول مرة منذ أزمة كورونا، وعينهما على تحقيق الفوز، وخاصة الخدمات، الذي يسعى للخروج على الأقل بنقطة التعادل من أجل التتويج رسمياً بلقب الدوري للمرة السابعة في تاريخه، أما شباب رفح فلا بد له في هذا اللقاء من تحقيق الفوز، من أجل تقليص الفارق إلى نقطة واحدة مع الخدمات، وانتظار تعثره في الجولة الأخيرة أمام اتحاد خانيونس.
ويعتمد خالد أبو كويك وإسلام أبو عريضة مدربا الفريقين على كتيبتين مميزتين من اللاعبين، ومن المؤكد أنهما سيزجان بأفضل اللاعبين وأكثرهم خبرة بغية النجاح في التعامل بشكل مناسب مع المباراة التي سيغيب عنها الحضور الجماهيري، كضربة قوية للفريقين.
وفي إطار اهتمام الشارع الرياضي بقطاع غزة عامة وفي مدينة رفح خاصة، رصدت وكالة "فلسطين الآن"، أراء بعض الصحفيين حول المباراة وطبيعة المنافسة فيها في ظل الغياب الجماهيري عنها.
مباراة فنية عالية المستوى
ويرى الصحفي كامل غريب والمقرب كثيراً من الفريقين، أن غياب الحضور الجماهيري للفريقين سيؤثر بشكل كبير من ناحية الأداء والعطاء الفني للاعبين في داخل أرضية الملعب، مبيناً أن الأمر في المعطيات الحالية وعلى الرغم من غياب الجماهير، وحساسية المباراة، إلا أن الأمر سيكون مختلفاً من الناحية الفنية، متوقعاً أن تكون المباراة عالية المستوى، لأن خدمات رفح ينوي التتويج ولا يعنيه سوى عدم الخسارة وإنهاء الأمر مبكراً قبل مباراة اتحاد خانيونس في الجولة الأخيرة من الدوري، فيما لا يملك شباب رفح سوى الفوز على الخدمات وتقليص الفارق لنقطة واحدة، على أمل أن يتعثر الخدمات في مباراته القادمة أمام اتحاد خانيونس.
وقال الغريب في حديثه لـ"فلسطين الآن"، إن المباراة ستكون عالية المستوى، وسنشهد قتال عالي بين اللاعبين على الفوز، إضافة للقراءة الفنية بين المدربين واللاعبين، مبيناً أن المباراة ستكون هجومية بحثة، خاصة من قبل شباب رفح الذي يسعى للفوز ولا غير سوى الفوز، فيما سيكون الخدمات متحفظ نسبياً لأن الفريق يكفيه الحصول على نقطة واحدة تتوجه بلقب الدوري للمرة السابعة في تاريخه.
وأضاف: "الأوراق الفنية مكشوفة للفريقين والجميع يعرف ما هي تشكيلة الفريقين، فدكة البدلاء سيكون لها دور مؤثر في تحديد مجريات اللقاء، فخدمات رفح لديه بعض العناصر على الدكة قادرين على تغيير المسار في اللقاء، كأمثال مهند حسنين ويوسف داوود وعطايا جربوع".
وتابع: "أمام شباب رفح فدكته الفنية أعلى، لكن في حال شفاء عبد الله قفة وعبد الرحمن الحميدي، وجاهزية طارق أبو غنيمة، لذلك فقوة شباب رفح ترجه للفوز، لكن الفريق الخصم يتمتع بالروح والقتال والجاهزية الفنية العالية، ولا اعتقد أنه سيفرط بالفوز بعد تصدره المتواصل للدوري طوال الأسابيع الماضية".
وأكمل: "لا أعتقد أن هذه المباراة ستشهد أفراح تتويج، لأن شباب رفح لا يعنيه سوى الفوز، ولن يسمح لغريمه ومنافسه الأول خلال السنوات الماضية، أن يتوج بلقب الدوري أمامه، إضافة لتعويض خسارة الدور الأول بنتيجة (0/3)".
وأشار الغريب في حديثه إلى أن دخول خدمات رفح للعب على الخروج بنتيجة التعادل، ربما سيعرض نفسه للخطر ويخسر اللقاء، لكن إذا كانت نيته الفوز، فستكون الأمور الفنية للفريقين متساوية.
حظوظ خدمات رفح أكبر
بدوره قال الصحفي الرياضي في وكالة "شهاب"، فادي حجازي، إن مباراة "الديربي" كعادتها تحظى باهتمام كبير بين جميع أفراد المنظومة الرياضية كونها الأقوى في البطولات المحلية، ناهيك على أنها تحفل بحضور جماهيري ضخم لكن هذه المرة دون جماهير.
وأكد حجازي في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن حساسية المباراة تكمن في أنها قد تكون سببا في تتويج فريق على حساب آخر كون خدمات رفح بحاجة لنقطة واحدة فقط بينما سيقاتل شباب رفح للظفر بالنقاط الثلاث على أمل حدوث تعثر لمنافسه في الجولة الأخيرة قد يخدمه في طريق الحصول على اللقب".
وأضاف: "غياب تأثير الجمهور سيفقد المباراة متعتها المعروفة وقوتها كونه العامل الأبرز في هذه المواجهة لكن في ذات الوقت قد يخفف الضغوطات على اللاعبين بشكل كبير خاصة شباب رفح المطالب بالفوز فقط، ناهيك على أن ذلك يضمن عدم وجود أي مشاكل في الملعب نظرا لحساسية المباراة التي قد تؤدي لتتويج خدمات رفح باللقب وهو أمر لم يسبق له الحدوث بأن يتوّج طرف على حساب آخر في ذات المباراة".
وتابع: "حظوظ خدمات رفح تبدو أكثر من شباب رفح نظرا لعدة عوامل أبرزها أنه يدخل اللقاء دون ضغوطات عكس منافسه المطالب بالفوز فقط، كما أن خدمات رفح يملك أقوى خط دفاع في الدوري على الإطلاق ما يعزز من فرص تفوقه على خصمه أيضا ناهيك عن فوزه الكبير في الذهاب والذي يعطيه حافزا أكبر لتحقيق تفوقه من جديد على غريمه التقليدي".
وضعية حساسة للفريقين
أما الصحفي الرياضي مصطفى جبر، فأكد أن "ديربي" رفح عنوانه الأول دائماً هو الحضور الجماهيري، مبيناً أن "الديربي" غير مختصر على الملعب والمنافسة، رغم أن المنافسة في هذه المباراة هذا الموسم ستكون حاسمة بشكل كبير للفريقين".
وقال جبر في حديثه لـ"فلسطين الآن"، "نأسف لغياب الجماهير عن هذه المباراة، لأن هذه المباراة أكبر مباراة جماهيرية وتنافسية بين الفريقين، وتحظى باهتمام كبير، له علاقة تاريخية بمدينة رفح عبر الأجيال المتعاقبة".
وأشار جبر إلى أن قرار حرمان الجماهير كان أمراً لا بد منه، في ظل تصاعد حالة الشغب والتراشق الإعلامي الكبير، رغم وعودات اتحاد الكرة بالنظر في إعادة الجمهور في هذا الديربي، الذي سيفتقد للكثير من اللوحات الفنية الرفحية الرائعة.
وبشأن المستوى الفني للمباراة، أكد جبر أن هذه المباراة لم تمر منذ أكثر من 7 سنوات، ولم يتقابل الفريقين في وضعية حساسة على صعيد جدول الترتيب والمنافسة، مبيناً أن هذه المباراة ستكون بمثابة الدوري لخدمات رفح، ومباراة أمل للشباب، على أمل الفوز وتعثر الخدمات في مباراته الأخيرة أمام اتحاد خانيونس.
وأضاف: "المباراة صعبة ومعقدة وستكون فنية على أعلى مستوى بين الطرفين، فخدمات رفح يحاول الاحتفاظ بالدوري دون الدخول في حسابات أو ضغوطات، أما شباب رفح أضاع فرصة كبيرة أمام غزة الرياضي، ولكنه متمسك بالأمل على أساس تحقيق الفوز وانتظار تعثر الخدمات أما اتحاد خانيونس في المباراة الأخيرة".
وتابع: "خدمات رفح اليوم يمتلك نقاط القوة الثقة والاستقرار والنتائج الإيجابية، وعلى الصعيد الفني والأرقام يمتلك أقوى خط دفاع، ويلعب في أغلب أوقات الموسم بالطريقة الدفاعية، وكان دائماً يحاول الدفاع ولا يدخل مرماه في أهدافه، والأرقام تدل على قوة خطه الدفاعي، وأعتقد أن الفريق سيعتمد على الأسلوب الدفاعي والضغط من منتصف الملعب باعتماد التواجد المكثف للاعبين في وسط الملعب".
وأكمل: "شباب رفح سيلعب على الروح وعلى عودة لاعبه طارق أبو غنية، والذي يعد أفضل اللاعبين في الفريق في الفترة الأخيرة، إضافة لاعتماد الفريق على اللعب الجماعي، لكن فنياً الكفة متساوية بين الفريقين، وإذا ما أراد شباب رفح اكتمال المنافسة عليه الاعتماد على الشق الهجومي وتعزيز خط المنتصف للفوز بالمباراة".
وشدد جبر في ختام حديثه، على أن أمور الفريقين متساوية، مبيناً أن مباراة "الديربي" لا تعتمد دائماً على حالة الفريقين قبل المباراة، والحافز الموجود عند الطرفين يعطي كفة متساوية حتى في غياب الجمهور، مشيراً إلى أن الأفضل فنياً داخل الملعب سيفوز باللقاء".