قالت القناة 12 العبرية، إن الولايات المتحدة، تدرس منع وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش من زيارتها، بعد تصريحاته التي طالب فيها بإبادة بلدة حوارة الفلسطينية، عقب الهجوم العنيف للمستوطنين قبل أيام على البلدة.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير عن القناة قولها، إن "الولايات المتحدة، سترفض منحه تأشيرة، بسبب تعليقه التحريضي برغبته في محو حوارة عن الخريطة، وأشارت القناة إلى أنه "جرى تشجيع سموتريتش على إلغاء رحلته بشكل ذاتي، لينقذ نفسه من الحرج".
وكانت تعليقات سموتريتش لاقت إدانة دولية واسعة، وخاصة أمريكية، ووصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، بأنها مثيرة للاشمئزاز.
وحاول سموتريتش بعد الضجة التي أثارها بتصريحاته، إلى التنصل، وقال إنه "لم يقصد ما قيل، وكان خطأ في النطق، معربا عن استيائه من وسائل إعلام أخذت عباراته بصورة حرفية".
ويأتي الحديث عن منعه من دخول الولايات المتحدة، في ظل تخطيطه للتوجه هناك وحضور مؤتمر بوندز، وكان من المفترض أن يتحدث، لكن ضغوطات يتعرض لها المنظمون من أجل إلغاء دعوته.
من جانبه قال موقع "جيويش تيليغرافيك إيجنسي"، إن 5 مجموعات يهودية أمريكية ليبرالية، تحث الحكومة الأمريكية، على منع الوزير المتطرف، من الحضور إلى الولايات المتحدة، في الوقت الذي قال فيه الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إن الأسئلة المتعلقة بسفر الوزراء الإسرائيليين يجب إحالتها إلى إسرائيل، ولا تعليق على أهلية الأفراد لدخول البلاد.
قال وليام داروف، الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، إن تصريحات سموتريتش كانت "مثيرة للاشمئزاز"، وقال متحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، اللوبي المؤيد لإسرائيل، إن "المجموعة لن تجتمع معه".
ولفت موقع الوكالة اليهودية، إلى أن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، علقت على تساؤلاته بشأن سموتريتش بالقول: "لا توجد اجتماعات للحكومة الأمريكية في هذه الرحلة". مضيفة أن ذلك "يشمل مسؤولين في وزارة الخزانة الأمريكية، نظراء وزارة سموتريتش".
وأشارت إلى أن 5 وكالات يهودية، حثت الرئيس الأمريكي على رفض استقباله، وإبعاده عن الولايات المتحدة، لمنع حضوره إلى مؤتمر "إسرائيل بوندز"، في واشنطن، مشددين على أنهم لن يجلسوا مع سموتريتش، فضلا عن أن منظمة "إيباك" رفضت لقاءه، رغم أنها تلتقي بصورة روتينية مع وزراء إسرائيليين كبار.
ونقلت كذلك عن أربع مجموعات يهودية أخرى قولها بصراحة، إن إدارة بايدن يجب أن تبقي سموتريتش خارج الإطار، ومن بينها أمريكيون من أجل السلام الآن، وهي جماعة تابعة للجماعة اليسارية الإسرائيلية؛ ومنتدى السياسة الإسرائيلية ، وهو مجموعة تدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، و"توراه" وهي جماعة حاخامية ليبرالية لحقوق الإنسان؛ والصوت اليهودي من أجل السلام، وهي جماعة معادية للصهيونية.
وأشار بيان جماعة "توراه"، إلى قانون الهجرة الأمريكي، يحظر دخول أولئك الذين "حرضوا على نشاط إرهابي بقصد التسبب في أذى جسدي خطير أو الوفاة". وقالت إن التهديد الذي يشكله سموتريتش حاد بشكل خاص منذ أن تولى مسؤولية إدارة الحياة المدنية في أجزاء من الضفة الغربية.
وجاء في بيان توراه، أن "تصريحات سموتريتش أكثر خطورة الآن، بعد أن ضمت إسرائيل قانونيا الضفة الغربية، ما جعله فعليا محافظا للمنطقة، مع إشراف واسع على معظم مناطق الإدارة المدنية".
وكان أكثر من 5 آلاف أمريكي، وقعوا عريضة، تطالب بمنع وزير مالية الاحتلال، من دخول الولايات المتحدة وإلغاء تأشيرته.
في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قال الموقعون على العريضة التي نظمها "مشروع عدالة" الحقوقي، إن الولايات المتحدة يجب أن تحظر سفر سموتريتش إلى الولايات المتحدة في آذار/ مارس "بسبب تصريحاته التي تدعو إلى العنف والفظائع ضد الشعب الفلسطيني".
وجاء في العريضة إلى الوزير بلينكن: إن "هذه دعوة واضحة للإبادة الجماعية".
وأضاف الموقعون: "ندعوكم إلى أن تفعلوا أكثر من إدانة تصريحات سموتريتش، وأن تسحبوا برنامجه في الولايات المتحدة لمواصلة نشر الكراهية وجمع الأموال لأجندته المعادية للفلسطينيين".