ليس عدلاً, ولا كرامةً, ولا شجاعةً, ولا أخلاقاً, ولا أي حاجة لها علاقة بالشرف أو الوطنية أن يستشهد محمود الطيطي برصاص الاحتلال وهويته الشخصية في مقر الأمن الوقائي في الخليل, يرحل إلى ربه شهيداً, ومحاكمته في الوقائي بعد 11 يوماً. أهل الضفة يا عزيزي ليسوا أقل شجاعةً ولا وطنية من المصريين والليبيين والتونسيين...... والمتحكمين في الضفة من السلطة أضعف من مبارك والقذافي وبن علي, فقادة التنسيق الأمني قطعة "بامبرز" يلبسها الاحتلال, ويرميها وقت الانتهاء منها, ليستبدل غيرها. أهل الضفة يا عزيزي ذاقوا المر من كأسين الاحتلال والسلطة, الغلاء والضرائب, البطالة وقلة الرواتب, الجدار والحواجز, فكل رفاهية الحياة تتناثر من أمامهم, والوطن ساكن لا يتكلم بانتظار أن يتكلموا... فهو يبعث لهم كل يوم مع المياه في الآبار, ومع الرياح بين الأشجار أن ثوروا فلن تخسروا إلا الحاجز والمعتقل. مشكلة الحدث قائمة في أنه لن يكون الأخير كما أن قبل الطيطي عرفات جردات بعده الكثير, وإن لم نتحرك الآن "جَتْنَا سِتِّينْ نِيلَة", وتصير القصة "طِيطِي طِيطِي زي ما رحتي زي ما جيتي". لا يمكن بحال من الأحوال إنهاء هذا الواقع المعقد الذي يعيشه أهل الضفة إلا بثورة تجعل مَنْ فَوقَ السلطة تحتها, ثورة على السجون, ثورة على الحواجز, ثورة على التنسيق الأمني, ومن ذا الذي سيبتدأ الثورة, غير نشطاء الحراك الشبابي والاجتماعي... خلينا نعيش الثورة, ولا صوت يعلو فوقها....
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.