19.56°القدس
19.09°رام الله
17.19°الخليل
22.87°غزة
19.56° القدس
رام الله19.09°
الخليل17.19°
غزة22.87°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72
طارق محمد

طارق محمد

الانتخابات الطلابية متى تطلع عليها شمس التنفيذ في قطاع غزة؟

يتجدد السؤال لدى القواعد الطلابية في الجامعات عن أسباب عدم إجراء هذه الانتخابات في جامعات قطاع غزة منذ الانقسام عام 2007 م مع كل انتخابات طلابية تجري في أي جامعة من جامعات الضفة الغربية , وبالعودة إلى تاريخ آخر انتخابات جرت في جامعات قطاع غزة , نجد أن آخر انتخابات جرت في جامعة الأزهر بتاريخ 20/11/2006 , فيما جرت الانتخابات في كل فروع جامعة القدس المفتوحة بتاريخ 3/6/2006 م , وفي جامعة الأقصى كانت آخر انتخابات بتاريخ 17/12/2005 م ومنذ هذه التاريخ والجامعيون في غزة محرومون من حقهم في انتخاب مجالس واتحادات الطلبة , إلا في الجامعة الإسلامية والكلية الجامعة والتي لم تنقطع فيها الانتخابات نهائياً , ولكنَّ أغلبَ الأطر الطلابية ترفض المشاركة فيها لأسباب مختلفة من أهمها النظام الانتخابي ويسيطر مرشحو الكتلة الإسلامية على هذه المجالس بالتزكية في ظل عدم ترشح غيرهم في هذه الانتخابات .

وبالرجوع إلى التوسع في الجامعات والكليات والمعاهد في قطاع غزة والتي بلغت عددها 23 جامعة وكلية , عدد كبير منها تأسس بعد عام 2007 وغير معترف بها من وزارة التعليم العالي في رام الله , وتسمح إدارات الجامعات بالعمل الطلابي المحدود عبر عمادات شؤون الطلبة وبشكل مقنَّنٍ كالأقصى والأزهر والقدس المفتوحة , وهناك جامعات ترفض العمل الطلابي بشكل عام مثل جامعة فلسطين والتي لا تسمح للأطر الطلابية بالعمل داخل الجامعة إلا عبر مسميات شبابية او أندية طلابية تشكلها بداية كل عام , إضافة إلى جامعة الإسراء التي تمنع العمل الطلابي بشكل كامل ولا تسمح لأحد بممارسة العمل الطلابي النقابي.

وبالرجوع إلى الأسباب المتنوعة من مختلف الأطراف المعنية بإجراء الانتخابات والتي تم اعاقتها منذ 17 عام بالضبط , فالشبيبة الفتحاوية الإطار الطلابي لفتح تطالب بانتخابات بالنظام النسبي مع توفير الأجواء المناسبة لإجرائها وتطالب بضمانات أمنية لحرية المشاركة في الانتخابات وحماية المقرات الانتخابية لها ولكن الغريب أن فتح وعبر أطرها المختلفة تشارك في انتخابات نقابة المحامين وشاركت في الانتخابات البلدية عام 2016 قبل إلغائها بسبب الطعون القانونية , وتشارك في انتخابات نقابات العاملين في العديد من الجامعات , وشاركت في الانتخابات التشريعية قبل الغائها بقرار رئاسي وأجرت قبل فترة ليست طويلة انتخاباتها التنظيمية التي جرت في مختلف اقاليمها في القطاع , ولكن السبب الخفي في عدم موافقة الشبيبة الفتحاوية في المشاركة في الانتخابات , مرتبط بترهل وضع شبيبتها التنظيمي والهاجس المخيف من قوة التيار الإصلاحي التابع لمحمد دحلان من قوة تأثيرهم وسط فئة الطلاب والذين ليس لهم ارتباطات وظيفية او مالية تؤثر عليهم قيادة فتح وتتخوف الشبيبة من تحالفات وطنية او حمساوية مع التيار الإصلاحي والذي قد يفقدها بعض الجامعات والتي تعتبر معاقل فتحاوية صفراء اللون.

فيما لا تمانع الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحماس من اجراء الانتخابات الطلابية بل تدعم تنفيذها بكل قوة حتى تعيد للجامعات دورها الطلابي الريادي وفق التمثيل النسبي كذلك , ولكنها تشترط انتخابات متوازية في مختلف الجامعات الخاصة والأهلية والحكومية في القطاع مع تحديد سقف زمني لهذه الانتخابات على أن تبدأ في الجامعة الإسلامية وجامعة الازهر في وقت واحد , وعلى قاعدة التمثيل النسبي في مختلف الجامعات في قطاع غزة , وتتوجس الكتلة الإسلامية من عدم وضوح المعلومات الرسمية للطلاب في الجامعات التي لها ارتباطات حكومية او تنظيمية مع رام الله، وعدم موافقة هذه الجامعات على اجراء الانتخابات ضمن جدول زمني واضح.

وفي العودة للأطر الطلابية الأخرى والتي تنطوي تحت سكرتاريا الأطر الطلابية فان شروطها لإجراء الانتخابات غريب فهي تشترط وضمن الانتخابات بالنظام النسبي ولكن بنسبة حسم انتخابي ( صفر % ) وهذا ما ترفضه الشبيبة الفتحاوية قبل الكتلة الإسلامية كما تشترط هذه الأطر الضمانات الأمنية لحرية إجراء الانتخابات .

وتبرر إدارات الجامعات عدم اجراء الانتخابات بسبب عدم توافق الأطر الطلابية على إجرائها، وتطالب بوثيقة طلابية موقعة من مختلف الأطر الطلابية على إجراء الانتخابات، مع توفير وسائل ضغط على المرجعيات الرسمية للجامعات للموافقة كذلك على اجراء الانتخابات مع ضمانات لمساحات من الحريات تسير فيها الانتخابات بطريقة سلسلة وتضمن عدم حدوث صدامات بين الأطر الطلابية داخل ساحات الجامعات.

وعلى مدار سنوات توقف الانتخابات حاولت عدة جهات العمل على فكفكة هذا الملف وصولاً لإجراء الانتخابات كان أهمها مبادرة النائبين في المجلس التشريعي أ. جميل المجدلاوي ود. جمال الخضري في نهاية عام 2010 م، واستطاعوا أن يصلوا مع جميع الأطراف من أطر طلابية وفصائل وطنية وإدارات جامعات والحكومة في غزة إلى موعد لإجراء الانتخابات وهو الشهر الثاني من الفصل الدراسي الثاني مع بداية عام 2011 م حسب التمثيل النسبي ووفق قانون الانتخابات المطبق في جامعة النجاح، ولكن عقبات ضبابية مختلفة لم تنجح هذه المبادرة ولم تجري الانتخابات في الموعد المحدد.

وفي ابريل من عام 2021 اجتمعت سكرتاريا الأطر الطلابية بعد أيام من انتخابات جامعة بيرزيت لمناقشة فرص تنظيم انتخابات في جامعات قطاع غزة، ولكن بدون عذر ولا توضيح لأسباب تغيب ممثل الشبيبة الفتحاوية، ولم يخرج الاجتماع بمخرجات مفيدة لقضية الانتخابات.

قبل فترة دعت مؤسسة حقوقية (بال تينك) لجلسة خاصة لمناقشة قضية الانتخابات الطلابية , وأعلن ممثل الكتلة الإسلامية في الجلسة عن استعداد الكتلة للمشاركة في انتخابات طلابية حسب التمثيل النسبي في جميع الجامعات , وتحدث ممثل الشبيبة الفتحاوية انهم على استعداد للانتخابات الطلابية من الغد , ولكن مساء ذلك اليوم اتصلت قيادة الشبيبة بقيادة الكتلة معتبرة أن حديث ممثلهم في الاجتماع هو رأي شخصي ولا يمثل الشبيبة .

منذ شهر تجتهد الهيئة المستقلة لحقوق الانسان للوصول مع جميع الأطراف لمبادرة للموافقة على اجراء الانتخابات، وقد استطاعت من خلال حراكها القوي بالحصول على موافقة حركتي حماس وفتح المرجعيات السياسية لأكبر إطارين طلابيَّيْنِ على المشاركة في الانتخابات الطلابية في قطاع غزة وفق التمثيل النسبي، كما استعدت حركة حماس على إعطاء مساحة كبيرة من الحريات من قبل الحكومة في غزة وعدم التدخل في كل فترات الانتخابات الطلابية.

وعقدت الهيئة المستقلة حتى الان أكثر من 8 لقاءات مع مختلف الأطراف ووصلت الأمور لنقاش ادق التفاصيل في اَليات إجراء الانتخابات وقانون الانتخابات ومواعيد متزامنة لإجراء الانتخابات في الجامعات الرئيسية في قطاع غزة , كما ستكون قريباً جولة على إدارات الجامعات ومرجعياتها الرسمية لطرح هذه المبادرة عليهم , فهل يساعد جميع الأطراف في نجاح هذه المبادرة والتي قد تعيد لجامعاتنا في غزة دورها الطلابي عبر مجالس طلابية منتخبة تمثل جميع الطلاب وتدافع عن حقوقهم وقضاياهم الطلابية والوطنية، أم سيكون هناك من يقف خلف الباب ليمنع دخول شمس الانتخابات لجامعاتنا الغزيَّة خوفاً من هاجس الهزيمةِ أو الفشل؟

 

المصدر / المصدر: فلسطين الآن