الإرهاب الإسرائيلي في مخيم جنين، وارتقاء نخبة من الأبطال، أيقظ في الشعب الفلسطيني روح الانتماء لكل تراب فلسطين، دون تقسيم لأرض غزة والضفة وفلسطيني 48، الإرهاب الإسرائيلي عاد بذاكرتنا إلى المدن والقرى الفلسطينية التي اغتصبها الصهاينة سنة 1948، وترك أهلها لاجئين في مخيمات نابلس، وجباليا، وبيت لحم وجنين.
لقد مثَّل ارتقاء الشهداء في جنين أفصح الرسائل الوطنية، التي يقول مضمونها:
1ـ إن الفلسطيني حضنٌ للفلسطيني أينما كان، تمثل ذلك بلجوء ابن مخيم عسكر الشهيد عبد الفتاح خرّوشة إلى مخيم جنين، ليحتمي فيه من غدر العملاء والمحتلين.
2ـ وصول الشهيد عبد الفتاح خرّوشة من مخيم عسكر إلى بلدة حوارة، ومنها إلى مخيم جنين يؤكد أن وراء العمل المقاوم تنظيمات فلسطينية وازنة، تخطط، وترتب، وتنظم، ولها قدرة على العمل المقاوم تحت كل الظروف.
3ـ إن مخيم جنين، وشمال الضفة الغربية عامة، قد أصبح عصيًا على الجيش الإسرائيلي، حتى صار ارتكاب أي عمل إجرامي ضد المخيم، يستوجب حشد مئات الجنود والمدرعات والطائرات.
4ـ إن المقاومة في مخيم جنين وطنية إسلامية، تضم كل أطياف الشعب، ليرتقي في المخيم ستة شهداء، اثنان من كتائب القسام، واثنان من سرايا القدس، واثنان من شهداء الأقصى.
5 ـ وجود ضباط من الأجهزة الأمنية بين الشهداء، يؤكد أن في ميدان المواجهة يتعانق الأبطال، وفي ميادين المصالح يتصارع الأنذال.
6ـ حكومة المستوطنين في حاجة إلى أي نصر تقدمه لشعبها، وقد تمثل ذلك بخروج نتنياهو بنفسه متفاخرًا بالعملية الإرهابية.
7ـ الشعب الفلسطيني بقضه وقضيضه يلتف حول المقاومة، ويقدّس العمل المقاوم، ويرى بالشهداء قدوة، ونموذجًا يقتدى به، ومخيم جنين موقدة لصقل الشهداء.
8ـ تلبية قطاعات عريضة من الشباب الفلسطيني لدعوة عرين الأسود في التجمع وسط الميادين في المدن الفلسطينية ليلًا، ليؤكد أن للشعب الفلسطيني قيادة ثورية، هي صاحبة الكلمة العليا، ولها المستقبل السياسي.
9ـ استجابة جميع المدن والقرى الفلسطينية لنداء الإضراب الموحد رفضًا للاحتلال، يمثل إرادة سياسية بأن الشعب الفلسطيني كله مع المقاومة، وضد التنسيق الأمني.
10ـ اعتداء أجهزة أمن السلطة على جثمان الشهيد عبد الفتاح خرّوشة، والهتافات الجماهيرية التي رافقت تشييع الجثمان في مخيم عسكر ضد قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية، يؤكد أن زمن سلطة التنسيق والتعاون الأمني قد انتهى، وأن الشعب الفلسطيني يعادي كل من تربطه علاقة بالعدو الإسرائيلي.
11ـ الوصول إلى مكان البطل عبد الفتاح خرّوشة في مخيم جنين، يعد ثغرة أمنية سوداء، وقد سبق وأن استغل العدو الإسرائيلي هذه الثغرة الأمنية في قلب نابلس، واستغلها في مخيم عقبة جبر في أريحا، واستغلها قبل ذلك عشرات المرات، هذه الثغرة الأمنية السوداء يجب أن تغلق بإحكام، حتى لو استوجب الأمر اتخاذ القرارات المصيرية الصعبة.