كشفت مصادر خاصة لـ"فلسطين الآن" عن تعرض المعتقلين السياسيين لدى أجهزة أمن السلطة -على خلفية الأحداث التي وقعت خلال تشييع جنازة الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة يوم الأربعاء الماضي في مدينة نابلس- إلى عمليات تعذيب شديدة رافقها شبح لساعات طويلة وتوجيه شتائم وإهانات، دون مراعاة أن بعض المعتقلين تجاوز الـ50 من عمره.
وقال أحد المفرج عنهم إن ما يجري في أقبية التحقيق لدى مختلف الأجهزة الأمنية وتحديدا جهازي الأمن الوقائي والمخابرات وحتى الشرطة لا يمكن وصفه، فهي تشابه تماما الحالة التي اعقبت الحسم العسكري في غزة عام 2007 وما تبعها من تغول جنوني للسلطة في الضفة للغربية والزج بالآلاف من أبناء حماس في السجون وتعذيبهم بشكل مرعب.
وتابع "تعرضت للضرب في بيتي، وخلال نقلي إلى مركز الشرطة، ومن ثم تسليمي لأحد الأجهزة الأمنية، وعلى الفور تم شبحي طيلة ساعات الليل حتى ظهيرة اليوم الثاني، وخلال هذه المدة كنت مقيدا من يدي للخلف، وكذلك هناك غطاء على عيوني".
ولفت إلى أنه كان يسمع أصوات الصراخ والضرب، وناله من ذلك الكثير، حتى أصيب بحالة إعياء شديدة وكاد يغمى عليه.
ونوه إلى أن بعض المحققين كان ملثما، ولسانه بذيء جدا، وقال "ضربني أحدهم على وجهي، ولأكثر من ساعتين وهو يشتم حماس والشهداء ويتوعدني بأشد العذاب".
وأشار إلى أنه أبلغ القاضي في جلسة التمديد أنه تعرض للتعذيب والضرب، لكنه لم يكترث وعمل على تمديدي.
وقال بلغة عفوية "اللي ضربوا غاز وقمعوا مسيرة تشييع شهيد نفذ عملية بطولية وانتقم لمجزرة نابلس، ما رح تفرق معهم يضربوا أبناء شعبهم ويهينوهم".
وأكد أحد المحامين الذي تابع قضية المعتقلين السياسيين أن الجزء الأكبر منهم تعرض بالفعل للضرب والإهانة والشبح والعزل، وأنهم أبلغوا القضاة خلال جلسات المحاكمة بذلك.