لاقت تصريحات نائب قائد العام لكتائب القسام مروان عيسى صدىً كبيراً في الشارع الفلسطيني والعربي، لا سيما في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من أحداث، وتحديداً في القدس والضفة المحتلة والتي تشهد تصاعداً للمقاومة مقابل تصاعد جرائم الاحتلال.
وأكد عدد من الكتاب والمحللين السياسيين في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين الآن" على أن تلك تصريحات عيسى حملت رسائل مهمة جدًا في توقيتها وتجديد حضور المقاومة وتأثيرها في كل الساحات، خصوصاً فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، ومقاومة الضفة الغربية المحتلة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" إن تصريحات نائب أركان القسام مهمة في توقيتها مع اقتراب شهر رمضان الذي يعزز في الاحتلال اقتحامات الأقصى ويبدأ فيه الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، عدا عن حركة التصعيد في الضفة الغربية وحجم المجازر في المقاومة.
غزة حاضرة
واعتبر الريماوي أن رسالة القائد مروان عيسى جاءت لتعطي اعتبارا ودفعة للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحذيرا مباشرا للاحتلال الإسرائيلي في حال استمراره في ضرب المقاومة بالضفة بأن غزة لن تكون بعيدة والمقاومة بعمادها كتائب القسام ستكون حاضرة في مواجهة الاحتلال.
وأكد على أن رسالة "عيسى" واضحة بأن المقاومة في غزة لن تترك الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن عدم تركها للضفة تأخذ أبعادًا متعددة في المشاركة، بدءًا بالمشاركة الداعمة و"هذا ما تفعله المقاومة في غزة، بأن هيئة الأركان موجودة في غزة وغير معزولة عن الضفة الغربية".
وأضاف بأن رسالته تشير إلى أن "الضفة الغربية هي ساحة المواجهة المباشرة والرئيسية في مشروع المقاومة، وهذا المشروع لن يترك الضفة دون حماية فيما يتعلق بحماية المقاومة وحماية الحاضنة الشعبية لها".
وأوضح أن حديثه على أن "الأيام القادمة حبلى بالأحداث" هو تحفيز لجبهة الضفة الغربية من خلال استراتيجيات العمل، وهذا يمكن أن يقرأ من خلال تبني كتائب القسام للعديد من عمليات المقاومة في الضفة خلال الفترة الماضية.
وفيما يتعلق بحديث القائد عيسى عن انتهاء المشروع السياسي في الضفة، بين الريماوي أن برنامج المقاومة يطرح بديلا استراتيجيا لمحاولة السلطة لإنهاء المقاومة، وهو بذلك يعري هذا المشروع ويعتبره خطرا على المشروع الفلسطيني.
ورأى أن كل إفرازات أوسلو ستكون الآن محط التغييرات في البيئة السياسية الفلسطينية، والتوجه الفلسطيني كله مع المقاومة بإيقاعاتها، ومقاومة شعبنا بدأت تأخذ كل وضوح في مسألة المواجهة المباشرة مع الاحتلال بخيارها العسكري.
وأردف: "الضفة الغربية وقطاع غزة والحالة الفلسطينية بكليتها تدعم هذا المشروع، وخيارات السلطة أمام ذلك في ظل الحديث عن اجتماعات شرم الشيخ وقبله العقبة لم تعد مقنعة للشعب الفلسطيني، والمقاومة تحذر من إفرازات ذلك بطريقة غير مباشرة".
استحقاقات كبيرة
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو عامر لـ"فلسطين الآن"، إن تحذيرات قادة المقاومة المتتابعة والتي كان آخرها لنائب قائد أركانها مروان عيسى تدلل على أن ما لدى المقاومة من معلومات يشير إلى أن حماقات إسرائيلية كبيرة قادمة يصعب تمريرها، بل قد تضطر المقاومة للتحرك استباقيًا لوقفها وإفشالها.
وأشار أبو عامر إلى أن "هذا الأمر يؤكد صحة تقديرات استخبارات المقاومة، التي أعلن عنها قائد الحركة في غزة يحيى السنور خلال احتفال الانطلاقة، والتي ذكرت أن "عام 2023 سيشهد استحقاقات كبيرة".
استعداد للمواجهة الشاملة
وبدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي لـ"فلسطين الآن" أن التصريحات التي صدرت عن نائب قائد أركان كتائب القسام تأخذ أهمية كبيرة جدا لطبيعة من تحدث بهذه التصريحات، وأهمية من حيث التوقيت التي تتزامن مع تصريحات قائد حركة حماس في الضفة المحتلة الشيخ صالح العاروري.
وأوضح الرفاتي أن هذه التصريحات تؤكد مضمون تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة واستعداد المقاومة للتطورات التي يمكن أن تحدث خلال الفترة المقبلة في ظل حكومة الاحتلال اليمينة المتطرفة.
وأشار إلى أن "التصريحات تؤكد أن كتائب القسام مستعدة للمرحلة المقبلة، ولأي مواجهة قد تندلع مع الاحتلال في حال حاول تغيير الواقع أو الوضع القائم في المسجد الأقصى".
وتابع: "هذا يعني أن المقاومة لديها خطوط حمراء لن تسمح بتجاوزها، وهي مستعدة لسيناريوهات في حال قيام حكومة الاحتلال بتجاوز هذه الخطوط الحمراء، ويمكن أن تذهب لأبعد الخيارات بما في ذلك المواجهة العسكرية مع الاحتلال".
واعتبر الرفاتي أن حديث مروان عيسى واضح بالاستراتيجية التي تتعامل بها المقاومة خلال الفترة الحالية بما يتعلق بالضفة المحتلة وإعطاء الفرصة للمقاومة هناك لتقوم بالفعل المقاوم والتأثير الاستراتيجي على الاحتلال في ظل تصاعد عمليات المقاومة في الضفة وتأثيرها على الاحتلال.
ولفت إلى أنه ممكن قراءة التصريحات بأن المقاومة في غزة متجهزة لكل السيناريوهات في حال ذهب الاحتلال لتفريغ الضغط الداخلي لديه لجبهات أخرى خاصة لجبهة قطاع غزة.
وأضاف: "أراد أن يوصل رسالة المقاومة بأنها تدعم المقاومة بالضفة المحتلة بكل شيء يمكن أن تقدمه، في ربط للساحات، وأن القطاع مستعد للتدخل المباشر لحماية المقاومة في الضفة إذا استدعى الأمر".
وفيما يخص الوضع السياسي الفلسطيني، رأى أن التصريحات تكشف طبيعة المرحلة المقبلة، مما يعني أن حركة حماس تعمل حاليا لمرحلة ما بعد انهيار السلطة وما بعد انهيار تبعات اتفاق أوسلو، وتتجهز لمرحلة المواجهة الشاملة مع الاحتلال وصولا إلى التحرير.