عُقد أول مؤتمر من نوعه في البحرين بحضور المئات من رجال الأعمال الإسرائيليين، ما يمكن اعتباره قفزة في علاقات الجانبين.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف في تقرير أرسله من المنامة، أن "أكثر من 600 رجل أعمال من البحرين وإسرائيل شاركوا في مؤتمر Connect2Innovate في المنامة، موزعين على 550 من البحرين، و60 رجل أعمال إسرائيليا، وترأس المؤتمر مؤسسة Start-Up Nation Central التي تربط الحكومات والشركات والمستثمرين بصناعة الابتكار الإسرائيلية، مع وزارة الصناعة والتجارة في البحرين (MOIC)، ومجلس التنمية الاقتصادية في البحرين (EDB)".
وأضاف في تقرير أن "المؤتمر شهد عشرات اللقاءات بين ممثلين إسرائيليين وبحرينيين عن القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات، واجتماعات "المواعدة السريعة" بين شركاتهما، وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون بينهما، خاصة في مجال الطاقة، ما دفع بسفير الاحتلال في البحرين إيتان نائيه إلى الزعم بأن ما نراه هنا استثنائي، لأن علاقاتنا باتت عميقة مع المستويات الحكومية ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية ورجال الأعمال والمجتمع المدني".
وأشار إلى أن "الشيء المهم هو اعتبار أن إسرائيل ليست الشيطان، وأحد النجاحات العظيمة التي حققناها هو إرسال البحرينيين في جولات لإسرائيل، فقد بدأوا يستثمرون فيها بعد الزيارة، وأخبرونا بأن ما شاهدوه فيها عكس ما رأوه في الإعلام، كاشفا عن افتتاح فرع لمستشفى "شيبا" قريبًا ومركزًا للابتكار في المنامة، واستثمارات إسرائيلية في الزراعة والتكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية، وقرب توقيع اتفاقية تجارة حرة وبروتوكول مالي، مع أن تجارتهما المتبادلة منخفضة للغاية ببضع عشرات ملايين الدولارات".
وأكد أنه "منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، فقد زار مئات البحرينيين إسرائيل، وأكثر من خمسة آلاف إسرائيلي زاروا البحرين، وفي الجانبين يحتاجان لتأشيرة إلكترونية، وفي الوقت الحالي لا نفكر بمنح إعفاء من التأشيرة، كما هو الحال مع الإمارات العربية المتحدة، لأن البحرينيين يترددون برؤية تدفق السياح الإسرائيليين كما هو الحال في دبي، فيما تحتفظ شركة طيران الخليج بخمس رحلات أسبوعية من تل أبيب إلى المنامة".
وأوضح أنه "تم توقيع مذكرة ثنائية لتعزيز مبادرات الأعمال في الابتكار وتنمية رأس المال البشري، وبث رسالة مسجلة من الرئيس يتسحاق هرتسوغ أشار فيها لزيارته للبحرين في كانون الأول/ ديسمبر، ولقائه بالملك حمد، معربا عن امتنانه لوزير الصناعة والتجارة عبد الله فرحو، زاعما أن المؤتمر يوضح الشراكة المتنامية بينهما، وأن البحرين وجهة جذابة للشركات الناشئة الإسرائيلية، لأن المؤتمر منصة تتيح لرواد الأعمال تحويل الأفكار إلى واقع، وبعد عامين ونصف من اتفاق التطبيع أفتخر بالقول إن التعاون في جميع المجالات آخذ في التوسع".
ونقل عن آفي حسون الرئيس التنفيذي لشركة Start-Up Nation Central ، أن "البحرين ترى في إسرائيل فرصة لخلق فرص عمل لشبابها عبر الشركات الإسرائيلية، ويقدمون أنفسهم لنا كبوابة إلى الشرق، مع أنها تختلف عن دبي بأن لديها قوة عاملة محلية، وليست مستوردة، إسرائيل والبحرين متطابقتان تماما، ويكملان بعضهما، والحقيقة أن نظراءه البحرينيين لم يحتجوا أمامه على الحكومة الإسرائيلية، توقعت أن أسمع عن حوارة والمسجد الأقصى، لكنهما لم يذكرا على الإطلاق".
السفير الأمريكي في البحرين ستيفن بوندي، الذي حضر المؤتمر، أعلن أنه "منذ اتفاقيات التطبيع، فقد أقامت إسرائيل والبحرين علاقات دبلوماسية، وتفخر الولايات المتحدة بلعب دور رئيسي في تقريب أصدقائنا، لتنفيذ رؤية مشتركة للعلاقات، ونحتاج لإيجاد طرق عملية لترجمة العلاقات لصالحهما، وإدراك إمكانات الاتفاقيات لتعزيز الأمن والازدهار، أنا متأكد أن الشركات الإسرائيلية ستجد أن البحرين هي الأكثر صداقة في الخليج لممارسة الأعمال التجارية".
حصل هذا المؤتمر قبل أيام بالتزامن مع إبلاغ طهران للمنامة عن تقدم كبير في علاقاتهما، ومحادثات بشأن إعادة فتح سفارة الأولى في الثانية، بعد خلاف دبلوماسي منذ 2016، استمرارا للاتفاق السعودي الإيراني، ما قد يلقي بظلاله السلبية على العلاقات مع دولة الاحتلال.
مع العلم أن البحرين فيها مقر الأسطول الأمريكي الخامس، المسؤول عن الأمن من الممرات الملاحية في الخليج العربي، ويتمركز فيه ضابط من البحرية الإسرائيلية، وقبل شهر قام قائد جيش الاحتلال هآرتسي هاليفي بزيارة سرية للمنامة، ما يعني أنه إذا حصل دفء في علاقات البحرين وإيران، فهي أخبار مقلقة لإسرائيل التي شككت أن يحدث ذلك بسرعة.