تختلف نكهة الأطعمة الريفية عن الأطعمة التي تحضرينها في المنزل، حتى مع اتباع طريقة الطهي نفسها، الأمر الذي قد يجعلكِ تتساءلين عن السر في ذلك، والإجابة هي الأواني الفخارية، أو المعروفة في الريف بالطاجن أو البرام، الذي يُضفي على الأطعمة مذاقًا مميزًا. بدأ استخدام الأواني الفخارية للطبخ منذ القدم، وكانت تُصنع من الطمي المضاف إليه عناصر أخرى تجعله يتحمل درجات الحرارة العالية، وتُوضع في أفران لتصبح صلبة وتنغلق مسامها، ما يساعد على احتفاظ الأواني بالسوائل داخلها، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت الأواني الفخارية تحتوي على مواد أخرى كالبورسلين، وتُطلى بطبقة لامعة لتكسبه مظهرًا جماليًّا، وتمنع التصاق الأطعمة، وقد عاد الاتجاه لاستخدامها في الطبخ مرة أخرى، فهل الطهي فيها آمن؟ وهل لها أي أضرار؟
نصائح لشراء الأواني الفخارية للطبخ تتوافر أنواع عديدة من الأواني الفخارية في الأسواق، تختلف فيما بينها في المواد المصنوعة منها، وكما ذكرنا سابقًا، فإن المادة الأساسية هي الطمي، وقبل شرائها وحتى لا تُفاجئي بتشققها أو انكسارها سريعًا، ضعي في اعتبارك هذه الأمور:
اختاري الأواني الفخارية غير المطلية بطبقة خارجية.
تأكدي أنها ثقيلة وسميكة.
تأكدي أنها خالية من الشقوق.
انقري عليها من الخلف، فإذا صدر صوت عالٍ فهي الأفضل، أما إذا كان منخفضًا فالإناء أقل جودة. بعد اختيارك للأواني الفخارية، اتبعي هذه النصائح عند استخدامها:
انقعي الوعاء في ماء بارد دائمًا قبل الاستخدام لمدة 10 إلى 15 دقيقة.
لا تضعي الفخار في فرن مسخن مسبقًا، لأنه سيتشقق من تغير الحرارة المفاجئ.
أنسب درجة حرارة للطهي في الفخار 200 درجة مئوية.
لا تضعي وعاء فخاريًّا ساخنًا على سطح بارد لأنه سيتشقق، لذلك عند إخراج إناء ساخن من الفرن، ضعيه دائمًا على حامل خشبي أو حراري.
لا ينبغي استخدام الأواني الفخارية فوق الموقد. لا تملئي الأوعية الفخارية بالسوائل، واتركي مسافة كافية قبل الحافة.
ضعي في اعتباركِ أن الفخار يحتفظ بالحرارة لفترة، لذا انتبهي عند تحددي وقت الطهي، ويُفضل إخراج الأطعمة من الفرن قبل تمام نضجها، ليكتمل بالحرارة المحتبسة في الفخار.
أما عن طريقة التعامل مع الأواني الفخارية للمرة الأولى، فهذا ما نخبركِ به في الفقرة التالية. كيفية استخدام الفخار لأول مرة
قبل استخدام إناء الفخار للمرة الأولى، تأكدي من تنظيفه جيدًا بالماء وفرشاة، أو لوفة نظيفة وكمية قليلة جدًّا من سائل الأطباق، للتخلص من أي جزيئات طين سائبة، ثم اشطفيه بالماء، واتبعي الخطوات التالية:
املئي الحوض أو وعاء عميق بالماء، وانقعي الأوعية الفخارية غير المطلية لمدة 15 دقيقة حتى ساعتين.
تساعد هذه الطريقة على امتصاص الرطوبة داخل المسام، ما يسمح بتطرية الطعام في أثناء الطهي، وتقوية الأوعية ومنع تشققها، والحفاظ عليها لفترة طويلة.
جففي الأوعية، ثم افركي السطح الداخلي بفص ثوم، وباستخدام قطعة من القطن، امسحيها بطبقة من الزيت النباتي، ثم املئي ثلاثة أرباعها بالماء، وأدخليها الفرن على درجة حرارة 200 لمدة ساعتين، ثم اتركيها تبرد تمامًا، وامسحيها بقطعة من القماش النظيف، واتركيها لحين الاستخدام.
هل الطبخ في الفخار صحي؟
أصبح الاتجاه السائد في الفترة الأخيرة، استخدام الخيارات الصحية، سواء في النظام الغذائي أو العادات اليومية، لذا فإن ربات البيوت يبحثن عن الأواني التي لا تتفاعل مع الأطعمة، وتساعد على طهيها بأقل كمية دهون ممكنة، وقد تتساءلين: هل الطبخ في الفخار صحي؟ والإجابة عزيزتي "نعم"، فهي من أكثر أنواع الأواني التي تقدم لكِ فوائد متعددة أهمها:
معادلة حموضة الأطعمة: الأواني الفخارية مصنوعة من الطين، وهو قلوي بطبيعته، وتساعد هذه الخاصية على معادلة الأحماض الموجودة في الطعام في أثناء الطهي، وبالتالي موازنة الرقم الهيدروجيني (درجة الحموضة)، ما يعني أن الطعام يصبح صحيًّا ولا يسبب مشكلات للمعدة، وكذلك فالطمي يكسب الأطعمة معادن، مثل: الحديد والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم وغيرها.
الاحتفاظ بالقيمة الغذائية للأطعمة: الأواني الفخارية مسامية، وتسمح بتوزيع الحرارة والرطوبة بالتساوي في أثناء عملية الطهي، هذا يسمح للطعام بالاحتفاظ بقيمة غذائية أكبر من الطعام المحضر في أنواع أخرى من الأواني، إذ يتبخر محتواه من الماء، ومعه بعض العناصر الغذائية خلال الطبخ.
صحة القلب: الاستخدام المفرط للزيت في الطهي أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن، وإذا كنتِ ترغبين في أن تجعلي وجباتك صحية بأقل كمية من الدهون، فإن الأواني الفخارية واحدة من أفضل الخيارات، لأنها لا تحتاج لكمية كبيرة من الزيت لطهي الطعام، إذ تستغرق هذه الأواني وقتًا أطول للطهي، ما يساعد على الاحتفاظ بالزيوت الطبيعية الموجودة في الطعام، وهو ما يدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
أضرار الطبخ في الفخار
رغم الفوائد التي ذكرناها للأوعية الفخارية، فإن لها بعض الأضرار مثل أي أوعية أخرى، وهي:
التسمم بالمعادن الثقيلة: أواني الطبخ الفخارية مسامية بطبيعتها، هذا يعني أن الطعام سيمر عبر الوعاء، ويتفاعل مع مكوناته، وهو أمر متوقع ولا توجد منه أضرار إذا كانت مكونات الفخار طبيعية، أما إذا كان يحتوي على عناصر ثقيلة مثل: الرصاص والزرنيخ، فإنها قد تسبب مع الاستخدام المتكرر مشكلات صحية. لذا تحققي دائمًا من مكوناتها، وتأكدي أنها خالية من هذه العناصر، وحتى الأنواع المطلية من الأواني الفخارية قد تحمل أضرارًا صحية، فرغم أن مادة "الجليز" المطلية بها تُصنع من عنصر "السيليكا" الشفاف، وهو عنصر آمن، فإن الأنواع الملونة والمزخرفة تدخل في طلائها صبغات تحتوي على الرصاص والزرنيخ، التي مع ارتفاع درجة الحرارة تذوب في الأطعمة، ما قد يعرض أسرتكِ لمشكلات صحية خطيرة. لذا اختاري الأواني الفخارية غير المطلية، أو المطلية بطبقة شفافة غير ملونة.
الفطريات والعفن: الطهي باستخدام الأواني الفخارية أمر صحي كما ذكرنا، ومع ذلك حاولي دائمًا تنظيفها بعد تفريغها مباشرةً، ولا تتركي الطعام فيها حتى يجف، وجففيها جيدًا وخزنيها في مكان جيد التهوية بعد استخدامها، حتى لا تسبب الرطوبة وبقايا الأطعمة في نمو الفطريات والعفن بها، ما قد يسبب مشكلات صحية.