تحدث مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، عن حكم الذهاب إلى مسجد بعيد، لأداء صلاة التراويح، وذلك بسبب حسن صوت الإمام.
وقال المجلس في إجابته لسؤال حول هذا الموضوع: "لا شك أن الصوت الحسن مرغوب، والإنسان يحب أن يستمع للقرآن من صوت حسن.
وأضاف: لقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لِشَيءٍ ما أذِنَ للنَّبيِّ أنْ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ "[صحيح البخاري، كتاب العلم، باب قول النبي، صلى الله عليه وسلم، الماهر بالقرآن مع الكرام البررة وزينوا القرآن بأصواتكم].
وتابع المجلس: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهيه عن تجاوز المسجد القريب، فقال: "لِيُصَلِّ الرجلُ في المسجِدِ الذي يلِيه ، ولا يَتَّبِعُ المساجِدَ"[ابن حبان، المجروحين، 2/117، قال الألباني: صحيح]، وحمله بعض العلماء على الحالة التي يتم تجاوز المسجد فيها دون سبب، فيؤدي إلى هجر المسجد القريب، قال ابن القيم: "إنَّ الشارع نَهى الرجل أن يتخطَّى المسجد الذي يَليه إلى غيره، كما جاء في الحديث، وما ذاك إلا أنه ذريعة إلى هَجْر المسجد الذي يَليه، وإيحاش صدْرِ الإمام، أمَّا إن كان الإمام لا يُتِمُّ الصلاة، أو يُرمَى ببدعة، أو يُعلِن بفجور، فلا بأْس بتخطِّيه إلى غيره " [إعلام الموقعين: 3 / 148].
ويؤكد المجلس: "نميل إلى جواز تجاوز المسجد القريب، إن كان ذلك لسبب معتبر، ومنها حسن الصوت، وبخاصة إن كان ذلك يفضي إلى خشوع المأموم، مع التنبيه إلى أن الذهاب إلى مسجد بعيدٍ، قد يؤدي أحيانًا إلى ضياع الأوقات، ولو صُرِف هذا الوقت في التقدُّم إلى المسجد المجاور، والحرص على الصف الأوَّل وتكبيرة الإحرام؛ لكان في ذلك من الأجر أضعاف ما يطلب، ومن سلبيات هذا الفعل أن صاحبه يَفقد الالتقاء بجيرانه وجماعة المسجد، ويؤدي إلى هجران المساجد الأخرى، ويضعف همم أصحاب الحي، والله تعالى أعلم".