أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان أن وزير خارجيته احمد داود اوغلو سيجرى محادثات مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون لتنسيق عقوبات تركية على دمشق ستكون الأولى من نوعها، معلنا عن "قطع كل الاتصالات" مع السلطات السورية. وتعكس الخطوة التركية هذه حدة الخلافات بين تركيا وسورية وتوجه أنقرة لإغلاق صفحة التقارب الإستراتيجي العميق التي انتهجتها مع دمشق خلال السنوات الماضية. في موازاة ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي انه سيفرض عقوبات جديدة على دمشق تتضمن منع استثمارات جديدة في القطاع النفطي، فيما استمرت في سورية عمليات الدهم والاعتقالات وسقوط قتلى. وشدد أردوغان في اختتام اجتماع في نيويورك مع الرئيس باراك أوباما على أن تركيا لم ترغب في أن تتجه علاقاتها مع دمشق إلى طريق مسدود، محملا النظام السوري مسؤولية تدهور العلاقات، ومتهما إياه"بشن حملة بحق تركيا لتشويه سمعتها". وأوضح أردوغان، كما نقلت عنه أمس وكالة أنباء الأناضول:"أوقفنا كل الاتصالات مع السلطات السورية. لم نكن نرغب أبداً في الوصول إلى هذه المرحلة. لكن للأسف هذه الحكومة دفعتنا إلى اتخاذ مثل هذا القرار»". وأكد أن تركيا تبحث في فرض عقوبات على سورية، موضحا أنها ستجري محادثات في هذا الصدد مع واشنطن التي سبق أن أعلنت عن إجراءات عقابية بحق دمشق. وتابع: "سنرى بالتنسيق معهم (الولايات المتحدة) ما يمكن أن تكون عليه عقوباتنا". وعن لقاء اردوغان واوباما، قالت ليز شيروود - راندال، مستشارة البيت الأبيض للشؤون الأوروبية، إن الجانبين "تحدثا عن ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على النظام (نظام الرئيس بشار الأسد) للتوصل الى مخرج يتجاوب مع تطلعات الشعب السوري". وفي موازاة الضغوط الأميركية - التركية، أعلن دبلوماسيون عن أن الاتحاد الأوروبي سيفرض بعد غد عقوبات جديدة على دمشق تتضمن بالإضافة إلى منع استثمارات جديدة في القطاع النفطي، منع تغذية البنك المركزي السوري بالعملات الورقية والمعدنية. وقد تم التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ على مجموعة سابعة من العقوبات الأوروبية في بروكسل الأربعاء، على أن تقر رسميا غدا تمهيدا لنشرها في الجريدة الرسمية بعد غد، ما يعني دخولها حيز التنفيذ. وأفاد مصدر دبلوماسي أن شخصين وست مؤسسات أضيفوا إلى لائحة الأشخاص والمؤسسات الذين سبق وفرضت عقوبات عليهم تتضمن تجميد ممتلكاتهم وأموالهم وحرمانهم من تأشيرات دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي. ومن بين الهيئات الست الجديدة التي فرضت عليها عقوبات قناة تلفزيونية لم يكشف اسمها وشركتا اتصالات وثلاث مؤسسات تزود الجيش السوري. وذكر أن الشخصين الإضافيين "قريبان جدا" من الرئيس السوري من دون أن يكشف اسميهما. ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 6 مدنيين قتلوا أمس في سورية بنيران قناصة وعلى أيدي قوات الأمن بينما جرى اعتقال ثلاثة مرضى من احد المستشفيات في حمص. وفي شمال غرب البلاد سلمت جثتا رجلين أمس إلى ذويهما في محافظة ادلب التي شهدت عمليات عسكرية وأمنية منذ أيام. في غضون ذلك ، عززت قوى الأمن هجماتها على المدارس لمنع الطلاب من التظاهر. وقال "اتحاد تنسيقات الثورة السورية" إن قوى الأمن شنت هجمات على مدارس في ريف دمشق وحمص وبانياس وادلب واعتقلت طلاباً ومدرسين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.