ارتفاع درجة حرارة الطفل من الأمور التي تسبب قلقاً وإزعاجاً للطفل والأم على السواء، وإن كان من الممكن أن تمر الحالة بعد عدة أيام ومن دون دواء. ولكن بحثاً عن الأسباب والتعرف إلى المضاعفات وطرق الوقاية، والأهم متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً على الأطفال؟ كان اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور أحمد فؤاد العلمي للشرح والتوضيح.
معلومات تهمك
الحمَّى هي ارتفاع مؤقت في درجة حرارة الجسم، وهي جزء واحد من الاستجابة الكلية التي يصدرها الجهاز المناعي في الجسم، وعادةً ما تحدث بسبب الـ عدوى أو الالتهاب.
عادة ما تسبب الحمى القلق، خاصة عندما تصيب الرضع والأطفال الصغار، وينبغي استشارة الطبيب عندما يكون عمر الطفل أقل من 3 أشهر، وكانت درجة حرارته من المستقيم 38 درجة مئوية أو أكثر.
يشعر معظم الأطفال والبالغين بالانزعاج بسبب الحمى، لكنها في الغالب ليست مدعاةً للقلق، ولكن بالنسبة للرضع. فالحمى ولو بارتفاع طفيف في درجات الحرارة تعني الإصابة بعدوى أو التهاب خطير.
عادة ما تنتهي الحمى خلال بضعة أيام، ويمكن استخدام عدد من الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لخفض درجة الحرارة، ومن الممكن ألا تحتاج إلى معالجة.. إذا لم تكن تسبب انزعاجاً.
أعراض ارتفاع درجة الحرارة
تختلف درجات حرارة الجسم بشكل طفيف من طفل إلى آخر، وفي أوقات مختلفة من اليوم.
متوسط قياس درجة الحرارة تقليدياً 37 درجة مئوية، ودرجة الحرارة التي تُقاس بمقياس حرارة يُستخدم بالفم تصل إلى 37.8 درجة مئوية أو أكثر.
التعرُّق... القشعريرة والارتجاف.
الصداع... آلام في العضلات.
فقدان الشهية... سهولة الاستثارة.
الجفاف... الضعف العام.
أسباب ارتفاع درجة حرارة الطفل
درجة حرارة الجسم تتفاوت تفاوتاً طفيفاً على مدار اليوم، فقد تقل في الصباح وتزداد بعد الظهيرة وفي المساء.
عندما يستجيب الجهاز المناعي لمرض ما، فمن الممكن أن يرفع درجة حرارة الجسم، وينتج هذا قدراً أكبر من الحرارة.
كما قد تنتج الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب: عدوى فيروسية، عدوى بكتيرية، الإنهاك الحراري.
أو بسبب حالات التهابية معينة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو ورم سرطاني (خبيث).
بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، والأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو نوبات الصرع، تعمل على ارتفاع درجة الحرارة.
وكذلك بعض التطعيمات مثل؛ لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي، أو لقاح المكورات الرئوية، أو لقاح كوفيد.
متى يكون ارتفاع الحرارة خطيراً؟
تستدعي الحمى القلق بصفة خاصة عندما تصيب الرضع والأطفال الصغار.
عمره أقل من 3 أشهر، وكانت درجة حرارته 38 درجة مئوية أو أكثر.
عمره يتراوح بين 3 و6 أشهر، وسجلت درجة حرارته أكثر من 38.9 درجة مئوية.
أو كانت درجة حرارته منخفضة، ولكنه يبدو عصبياً أو في حالة خمول أو لا يشعر بالراحة.
ما بين 7 و 24 شهراً، وسجلت درجة حرارته أعلى من 38.9 درجة مئوية، واستمرت لأكثر من يوم واحد دون ظهور أي أعراض أخرى.
وكذلك إذا ظهرت على طفلك -من 4 إلى 9 سنوات- أي مؤشرات وأعراض أخرى، مثل سيلان الأنف أو السعال أو الإسهال.
اتصلي بالطبيب عندما يكون طفلك:
خاملاً أو مضطرباً أو يتواصل معك بصرياً بشكل ضعيف.
عصبياً أو يتقيأ بشكل متكرر، أو يشعر بصداع شديد أو التهاب الحلق.
يشعر بآلام في المعدة أو لديه أي أعراض أخرى تسبب ألماً شديداً.
مصاباً بالحمى بعد تركه في سيارة ساخنة... أو مصاباً بحمى مستمرة لأكثر من ثلاثة أيام.
مصاباً بنوبة صرع مصاحبة للحمى، وإذا استمرت النوبة لأكثر من خمس دقائق، أو لم يتعافَ الطفل بسرعة.
اطلبي من الطبيب المعالج للطفل تقديم إرشادات، كأن يكون الطفل مصاباً بمشكلات في الجهاز المناعي، أو مصاباً بمرض موجود سابقاً.
مضاعفات ارتفاع درجة الحرارة
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بنوبة مرضية تحدث أثناء الحمى.
وحوالي ثلث الأطفال الذين يصابون بنوبة حمى واحدة، يُتوقع أن يصابوا بنوبة أخرى، في الغالب خلال الاثني عشر شهراً التالية.
قد تصاحب النوبة الحموية فقدان الوعي، أو اهتزاز الأطراف على جانبي الجسم، أو التفاف العينين إلى الوراء أو تصلب الجسم.
وعلى الرغم من كون الحمى مقلقة للوالدين، فإن الغالبية العظمى من النوبات الحموية لا تسبب آثاراً دائمة على الأطفال.
طرق وقاية الطفل
دعي طفلك يحصل على اللقاح على النحو الموصى به للأمراض المُعدية، ومنها الإنفلونزا وكوفيد 19.
اطلبي من طفلك أن يتابع الإرشادات الصحية العامة، كضرورة ارتداء الكمامات والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
علمي أطفالك أن يغسلوا أيديهم باستمرار، قبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض.
وبعد قضاء بعض الوقت في مكان عام مزدحم أو مع شخص مريض، وبعد مداعبة الحيوانات، وأثناء التنقل في وسائل النقل العام.
وأن يحمل مطهر يد معه تحسباً للأوقات التي لا يتمكَّن فيها من غسل يديه بالماء والصابون.
اطلبي منه تجنب لمس الأنف أو الفم أو العينين، لأنها الطرق الرئيسية التي يمكن أن تسبَّب دخول الفيروسات والبكتيريا للجسم وحدوث العدوى.
علمي أطفالك أن يغطوا فمهم عند السعال والأنف عند العطس، وإن أمكن، الابتعاد عن الآخرين لتجنب انتقال الجراثيم إليهم.