حذر باحث مقدسي أن المختلف في دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى هذا العام ومحاولة ذبح القرابين داخله، هو التمثيل والتواجد القوي لجماعات المستوطنين في حكومة الاحتلال والكنيست.
وقال الباحث في شؤون القدس جمال عمرو خلال حديثه لـ"فلسطين الآن"، إن دعوات المستوطنين السابقة كانت ضمن منظمات، والمختلف اليوم أن هذه المنظمات لأول مرة تنصهر في حكومة الاحتلال.
وأضاف عمرو أننا أمام أول تجربة من هذا النوع، حيث لهم تمثيل في الحكومة بشكل قوي وأغلبية في الكنيست، ولديهم توجهات خطيرة جدا في استهداف الأقصى، وجهزوا أنفسهم من خلال تقديم 15 حاخامًا طلبا لنتنياهو بالاقتحام، ونظموا مسابقات ومكافئات وجوائز، عدا عن التدريبات على الذبح.
وأوضح أن منظمات المستوطنين المتطرفين كانت تدعو لذبح القرابين سابقا باجتهادها وحكومة الاحتلال تختبئ وراءها بأنها جماعات "الهيكل"، أما اليوم فحكومة الاحتلال هي المتورطة وتمثلهم وتشكل المليشيات من أجلهم، وعلى رأسهم "بن غفير" و"سموتريتش".
وأكد على أننا أمام تحولات خطيرة جدا، ينتصر فيها الاحتلال في كل مواقفه لصالح المستوطنين.
وثمن الجهوزية العالية لدى شعبنا الفلسطيني للدفاع عن الأقصى، وأنه لن يستسلم ولن يقبل إطلاقا أن يتم ذبح قرابين داخل الأقصى.
وتوقع عمرو خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن يتم الذبح في مكان قريب من المسجد الأقصى في حائط البراق كخطوة رمزية، لافتا إلى أن العام الماضي كان الذبح في منطقة القصور الأموية القريبة من حائط البراق والمسجد.
وأردف: "لا أتوقع أبدا أن يكون إدخال للقرابين داخل المسجد، والاحتلال سيحسب ألف حساب لذلك، لأن الأقصى ليس مستباحا بهذه البساطة".
ورأى أن الاحتلال سيكتفي بإرضاء المستوطنين من خلال إدخالهم للأقصى بأعداد أكبر خلال اقتحامه، وهذا ما تنفذه حكومة الاحتلال بإخلاء المسجد من المعتكفين لتسهيل هذه الاقتحامات.
واعتبر عمرو أن المستوطنين لديهم سقف عالٍ من المطالب بتأييد مباشر من أعضاء في الكنيست، ووزراء الاحتلال أمثال "بن غفير" و"سموتريتش"، الذين يقولون أن هذه المكان أقدس مكان لليهود في العالم، وعلينا أن نسهل دخولهم لذبح القرابين.
وتابع: "في ذات الوقت هناك حسابات أخرى لا يستطيع نتنياهو أن يبوح بها، حيث تُوجّه له انتقادات بأنه سيفجر المنطقة برمتها ويعلن حربا دينية"، مؤكدًا على أن "المخاوف الإسرائيلية موجودة لأن مسنوب الاستعداد الفلسطيني للدفاع عن الأقصى مرتفع".
وبين أن منظمات المستوطنين في كل أعيادهم لديهم أراجيف وأكاذيب وأباطيل، مشيرًا إلى "أنهم في عيد الفصح كانوا يقدموا القرابين في أماكن متعددة عادة ما تكون في سفوح جبل الزيتون مقابل الأقصى، وأخذوا يقتربون من البلدة القديمة والقصور الأموية القريبة جدا من المسجد".