قالت مصادر مطلعة مقربة من فصائل المقاومة الفلسطينية، إن الوسطاء كثفوا اتصالاتهم بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، لمنع تدهور الأمور إلى مواجهة عسكرية شاملة.
وبحسب المصادر، فإن قيادة جهاز المخابرات المصرية تواصلت مع قيادتَي حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، في محاولة لاحتواء الموقف، ومنع وقوع ردّ فلسطيني موسّع على جريمة الأقصى.
ووفقاً للمصادر فقد أبلغت الحركتان، الوسطاء، أنهما تراقبان ما يَجري في القدس، وخاصة محاولات تنفيذ الطقوس التلمودية في الحرم القدسي، محذّرتَين من أن تكرار مشاهد قمع المعتكفين، والمضيّ في محاولات إنفاذ تقسيم زماني ومكاني للمسجد، أمر لن يُسمَح به»
وأشارت المصادر في حديثها لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الوسطاء حثوا الفصائل على الاكتفاء بالقصف الصاروخي تجاه مستوطنات غلاف غزة، كي لا تَدخل المنطقة في مواجهة عسكرية جديدة على غرار معركة سيف القدس، لتردّ المقاومة بأنها لا تخشى المواجهة ومستعدّة لتلقين الاحتلال درساً قاسياً.
وفي الاتجاه نفسه، أكّدت فصائل المقاومة أنها جاهزة لردّ كبير في إطار وحدة الساحات، منبّهةً إلى أن الصواريخ التي انطلقت من القطاع إنّما هي تعبير عن الغضب ممّا يجري، ورسالة تحذير أوّلية إلى الاحتلال من مغبّة التمادي في العدوان على المعتكفين.
وأكدت الفصائل أنها توافقت على طريقة الردّ على الاحتلال، وسط تأكيدها أنها لن تتردّد في الدخول في مواجهة شاملة إذا ما استمرّت الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى، وأنها لن تسمح للمستوطِنين بتمرير مخطّطاتهم المتطرّفة، وعلى رأسها ذبح القرابين في الحرم القدسي.
بالتوازي مع ذلك، عقدت الفصائل الفلسطينية، أمس، اجتماعاً لها في قطاع غزة، خلصت في ختامه إلى أن ما جرى فجر أمس في المسجد الأقصى من اعتداءات واقتحامات وتهجُّم على المرابطين، عدوان صهيوني خطير يستوجب هَبّة شعبية وفصائليّة شاملة لإشعال الأرض ناراً ولهيباً.
وأكدت أن الاحتلال لن يفلح في تغيير الواقع التاريخي وطمس الهوية الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى، ولن يحوز شرعية دينية فيه، محذّرةً من أنه إن ظنّ الاحتلال أن اقتحام الصهاينة لساحات الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه قد يمرّ مرور الكرام فهو واهم، والعقاب الفلسطيني قادم لا محالة.
كما دعت أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل إلى تكثيف الرباط في المسجد للتصدّي للسياسات العنصرية والإجرامية للعدو