في الوقت الذي تتغنى فيه حركة فتح، بالشهيدين سعود عبد الله الطيطي ومحمد أبو ذراع، بانتمائهما لها، كشفت مصادر عائلية ومطلعة لوكالة "فلسطين الآن" أن فتح كانت تهاجم الشهيدين ورفضت توفير الغطاء التنظيمي لهما، وكذلك قطعت عنهما الدعم المالي والسلاح، رغم أنهما كانا يقاتلان تحت اسم كتائب شهداء الأقصى في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس.
ليس هذا وحسب، بل أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لاحقت الشهيدين، فاعتقلت الشهيد الطيطي في سجونها مرتين، وقطعت راتب الشهيد أبو ذراع "راتب أسير محرر"، منذ ست سنوات.
وارتقى الشهيدان عصر الثلاثاء في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على أطراف قرية دير الحطب شرق نابلس.
وأمضى الطيطي 16 عاما في سجون الاحتلال، وافرج عنه في آذار من العام الماضي، فيما اعتقل أبو ذراع ثماني سنوات وهو طفل، وأطلق سراحه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
وقال عبد الله سعود والد الشهيد الطيطي إن الأجهزة الأمنية تآمرت على ابنه بمساعدة القضاء الفلسطيني واعتقلوه مرتين خلال عام واحد قضاه خارج سجون الاحتلال، الأولى كانت لثلاثة أشهر والثانية لأربعة تقريباً، بإدعاء أن طليقته قد رفعت عليه قضية نفقة، رغم أنها ولأكثر من 15 عاما خلال اعتقاله كانت تملك الوكالة المالية له وتقبض راتبه كاملا.
وتابع "يعلمون أنه بريء وقام بكل ما عليه، ولديهم الإثباتات، لكن ولأنه منذ لحظة الإفراج عنه أعلنها مدوية أنه سيواصل مشوار المقاومة لاحقوه".
وكتب محمد عصام صبّاح قريب الشهيد منشورا على صفحته على موقع فيسبوك هاجم فيه السلطة وحركة فتح الذين هاجموا الشهيد ولاحقوه لأنه رفض الانصياع لنهجهم.
وقال "قبل أن تبرد دماء الشهداء بدأت تهل منشورات وصور يتناقلها أبناء سلطة اوسلو.. ليعلم الجميع أن سعود كان برتبة عقيد في أجهزة السلطة إلا أنه من أول لحظة لامست قدماه خارج الأسر رفض أن يتعاطى معهم ورفض كل العروض التي قدموها له مقابل التخلي عن فكره ونهجه، إلا أن بطلنا رفض ذلك، وقاموا بمحاربته بشتى الطرق والوسائل القذرة التي اعتادت سلطة العار على استخدامها، منها خلق مشاكل وقضايا لا صحة لها وعلى إثرها قد تعرض للاعتقال أكثر من مرة في سجونهم القذرة".
وأضاف "صحيح أن سعود كان منتمياً لحركة فتح إلا أنه كان رافضا رفضاً قطعيا لكل الخيارات السلمية التي اختاروها من يعيشون تحت بساطير الاحتلال وقيادتهم وسحيجتهم.
وتابع "وقد أغلقت فتح كافة الطرق بوجهه، ما اضطره لبيع سيارته وشراء "السمرة" -البندقية-، ولم يتلقى أي دعم او مساندة من هؤلاء المرتزقة".
واستدرك "خيار البطل كان واضحاً هو تصحيح نهج كتائب شهداء الأقصى الذي حرفه طخيخة الأعراس، ومن هذا المنطلق بدأ بالعمل الـعـسكري بالاسم الذي أسسه شقيقه البطل محمود الطيطي منذ بدايات انتفاضة الأقصى".
وختم بقوله "لذا اوجه رسالتي لكـــلاب التنسيق الأمني… لا تبنوا أمجادا على دمائهم الزكية فأنتم حاربتموهم قبل أن يحاربهم المحتل".
أما والدة أبو ذراع، فأكدت لـ"فلسطين الآن"، أن السلطة ووزارة المالية بتوصية من الأجهزة الأمنية وحركة فتح في مخيم بلاطة قد قطعت راتبه الذي كان يتقاضاه كأسير ومن ثم كأسير محرر أمضى 8 سنوات في سجون الاحتلال.
وقالت "انخرط منذ طفولته بكتائب شهداء الأقصى واعتقل تحت مسماها، وبعد الحرية وحتى استشهاده وهو يقاتل باسمها، لكن كل ذلك لم يشفع له".
ولم يكن ما جرى مع الشهيدين أمرا غريبا، فكافة الشهداء الذين تبنتهم حركة فتح أو كانوا عناصر في الأجهزة الأمنية تبين لاحقا أنهم كانوا يتعرضون للتهديد والوعيد والملاحقة والاعتقال لثنيهم عن مواصلة مشوارهم المقاوم.