21.12°القدس
21.01°رام الله
19.97°الخليل
23.52°غزة
21.12° القدس
رام الله21.01°
الخليل19.97°
غزة23.52°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. عبد الرحمن القيق

د. عبد الرحمن القيق

قراءة سياسية .. الأحداث الأخيرة

عند تناول الواقع السياسي في المنطقة وفي الكيان يتضح أن هناك حركة تصعيدية معادية للكيان تبرز من ثناياها الاستعدادية العالية للمواجهة معه، رغم أن الكيان حاول تبريد الساحة الداخلية مع كل العناوين المتفجرة في المنطقة، ولكنه لم يستطع ذلك بسبب اندفاعات الصهيونية الدينية ومحاولاتها خلق وقائع على الأرض في المسجد الأقصى، خوفاً من تراجع نتانياهو، فرسمت بسلوكها الوحشي واللاإنساني لوحة الإرهاب الصهيوني الذي جلب معه أصوات ونشاطات معادية ورافضة بقوة للسلوك الإسرائيلي الهمجي ضد المصلين والحرائر في المسجد الأقصى.

حاول نتانياهو احتواء الموقف منذ عملية مجدو مع حزب الله، وانطلاق الصواريخ من غزة، حيث حافظ في الرد على نفس الطريقة والضرب في المواقع والأماكن الفارغة، ثم جاءت صواريخ حماس من الجنوب اللبناني تلاها في اليوم الثاني صواريخ من الجولان المحتل، ولم يخرج الرد الإسرائيلي عن النص ولحقت غزة وقامت بضرب صواريخ بسبب المشاهد التي خرجت من المسجد الأقصى، وهي مشاهد استفزت مشاعر المسلمين في العالم، قادت إلى موجة من السخط والإدانة من العالم ودول الإقليم حتى المطبعة منها، فرضت على نتانياهو سلوكاً في الرد منضبطاً ولو بشكل مؤقت.

المشهد العام الخارج من المسجد الأقصى صادم ومبكي، رد المقاومة عليه كان مفاجئ للاحتلال، حيث رسم لوحة فنية للصورة المعركة القادمة بين الاحتلال ومحور المقاومة عنوانها فتح الجبهات نحو التحرير، الصورة التي خرج فيها الاحتلال كانت صورة هزيمة، والنتيجة التي حصدها وأشار إليها تلاشي قوة الردع لجيشه، وهو أمر خطير على مستقبله السياسي والعسكري، وهي صورة مست بقواعد استراتيجية في أمنه القومي، ورغم ذلك قد تكبح السياسة والبيئة السياسية إمكانية الرد القوي اللحظي مؤقتاً، ولكن الذي يجب أن نسلم به كمراقبين ومحللين سياسيين أن إسرائيل لا تسلم بتلاشي قوة الردع لديها، لأنه محور أساسي في أمنها القومي، فردها قادم، وعلينا الاستعداد والجهوزية.

الظرف السياسي الذي تعيشه إسرائيل صعب على مستويات عدة وهو مرتبط بشكل مركزي بقضايا داخلية، أثرت على علاقاتها السياسية بالإقليم والأمريكان والأوروبيين، بل هناك متغيرات جرت في الإقليم في ظل غياب إسرائيلي وغرق في مشاكلها الداخلية، مثل التطور الجاري في علاقة إيران بالإقليم وبناء علاقات مع السعودية انعكست بشكل أتوماتيكي على الوضع في اليمن، وعلى العلاقات العربية مع سوريا، وهذا أعطى محور المقاومة مساحة واسعة للحركة والمناورة، والمتابع للخطاب السياسي الأخير لحزب الله واستعداده للتحرك ضد الكيان بدا واضحاً أكثر، في محاولة لكبح جماح العدو في سوريا والأقصى كساحات غير مبرر فيها الاعتداءات الإسرائيلية، ويمكن تَدْفِيعها الثمن والحصول منها على كوابح للعدو، وأخذ صورة نصر.

واضح أن غرق الساسة الإسرائيليين في الخلافات الداخلية، ساهم بشكل كبير في إعطاء فرصة لمحور المقاومة الذي أحسن استخدامها واقتناصها، في تسليط الأضواء عليه من جديد وجر إسرائيل إلى مربع الضعف لديها، وهي البوصلة الحقيقية في الصراع القدس والأقصى، ونجح المحور في إنتاج حضوره من جديد بصورة المدافع عن الأقصى والقدس، بعد أن دُمِرت صورته السابقة في معاركه في سوريا واليمن والعراق، وكان لحماس الفضل الأكبر في جلبه إلى المشهد، وقد حظى يوم القدس العالمي بتغطية وحضور احتفالي كبير على المستوى الإقليمي وتحديداً الفلسطيني بعد خطاب قائد حماس إلى جانب الرئيس الإيراني كرسالة تعبر عن رفض الاحتلال المشترك لدول المحور، وأن الحضور الإيراني بوابته حماس وفصائل المقاومة في فلسطين، وهي رسالة سياسية صارخة ومهمة وخطيرة سيجري دراستها من قبل أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية والإسرائيلية، لأنها انزياح حمساوي واضح في الإقليم إلى محور المقاومة، خصوصاً بعد إعادة العلاقات الحمساوية مع سوريا، واضح أن المحور يعزز من مكانته في الإقليم، ويُعيد ترتيب علاقاته مع الدول العربية.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن